بئر لحلو، 22 ماي 2020 (ECSAHARAUI)
أعربت اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الانسان، في بيان بمناسبة الذكرى الـ21 لإنتفاضة الإستقلال، عن تضامنها وتآزرها مع المقاومة المدنية في الجزء المحتل وجميع المعتقلين السياسيين الصحرايين القابعين بالسجون المغربية الرهيبة على خلفية مواقفهم ونضالهم من أجل حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والصمود الذي أبانوا عنهم في وجه القمع الممنهج والإنتهاكات التي يرتكبها نظام الاحتلال المغربي.
وجددت اللجنة كذلك تنبيه الهيئات المعنية بحقوق الانسان والشعوب إلى ضياع هيبة الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، في ظل صمت العالم تجاه إستخفاف الاحتلال المغربي بها، وتجاهل المؤسسات والاليات الأممية لخروقات المغرب المتكررة لنصوصها، رغم تواجد بعثة الامم المتحدة بالصحراء الغربية المكلفة بتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، يضيف البيان الآتي :
اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان.
بـــيــــان
تحل اليوم الذكرى الـ 15 لانتفاضة الاستقلال، والتي خرجت فيها الجماهير الصحراوية بالجزء المحتل من الجمهورية الصحراوية حاملة الشعارات الوطنية المنددة بالاحتلال المغربي وسياسياته الاستعمارية ن ورافعين الأعلام الوطنية المعبرة عن تشبث الشعب الصحراوي بخيارالاستقلال الوطني بقيادة رائدة الكفاح الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
لقد جاءت الانتفاضة السلمية الصحراوية في خضم تخاذل المنتظم الدولي عن تحمل مسؤولياته لتطبيق قرارات الشرعية وتماطل النظام المغربي ومن يدور في فلكه، منتهجا محاولات ومناورات دنيئة تهدف الى مصادرة حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
هذا التوجه فرض على جبهة البوليساريو الرد الصارم على مثل هذه المحاولات الرامية إلى فرض أمر الواقع الاستعماري ، فكان لابد من التعبئة والتجند لافشال مؤامرات الاحتلال المغربي ، فجاءه الرد من حيث لا يحتسب ؛ لتخرج الجماهير الصحراوية في مسيرات ووقفات واعتصامات سلمية مطالبة بالاستقلال والاصطفاف وراء ممثلها الشرعي والوحيد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب للدفاع عن طموحات وآمال الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال .
وفي هذا السياق، تعتبر اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الانسان، تاريخ 21 ماي 2005، ذكري وحادث خالد في تاريخ شعبنا المكافح والتي أحدثت تحولات جذرية وعميقة في طرق وأساليب المقاومة الصحراوية في مواجهة الاساليب القمعية الرهيبة لدولة الاحتلال المغربية والتي تنتهك كل عهود ومواثيق الهيكلة العالمية لحقوق الانسان والشعوب.
وتعتبر اللجنة الصحراوية لحقوق الانسان، ان انتفاضة الاستقلال أصبحت فكرا ومنهجا مقاوما ومتجذرا لدى كافة ابناء الشعب الصحراوي من خلال نضاله السلمي الميداني، ومن خلاله ايضا، تحققت مكاسب وانتصارات باهرة من أبرزها وحدة وطنية قوية تكسرت عليها كافة الخطط التآمرية والحلول المشبوهة وتعرية حقيقة نظام الاحتلال المغربي امام المحافل الدولية.
ان انتفاضة الاستقلال المجيدة، كشفت الدولة المغربية كبلد مارق على الشرعية الدولية، بسبب سياساته القمعية ومصادرته لحقوق الانسان الصحراوي ،وجرائمه المتتالية والموثقة في تقارير المنظمات الدولية العاملة في المجال الحقوقي، كمثال (منظمة آمنستي انترناشيونال، هيومان رايتس ووتش، فريدوم هاوس، فرونت لاين، مركز روبرت كينيدي للحرية والعدالة، البرلمان الأوروبي، اللجنة الافريقية لحقوق الانسان والشعوب، وغيرها،)، والتي تطالب بحماية المدنيين الصحراويين وضمان حماية دولية لحقوق الانسان في الصحراء الغربية بما فيها توسيع صلاحيات بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية لتشمل مهمة مراقبة وحماية حقوق الانسان والتقرير عنها..
وبرهن الشعب الصحراوي من خلال مقاومته المستمرة، بأنه مصر على انتزاع حقوقه بكل السبل المشروعة، مهما كلفه ذلك من ثمن، معتمدا في ذلك على المولى عز وجل و على قوة وحدته الوطنية والتفافه حول ممثله الشرعي والوحيد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب
ان اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الانسان، وهي تستحضر تلك الملاحم البطولية الخالدة التي سطرها بمداد الفخر مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي، مقدمين دروسا فريدة في فنون الحرب والقتال الذي تخوضه الشعوب في دفاعها المشروع عن نفسها وحقوقها، تستحضر ايضا في هذا المقام أبطال وبطلات الانتفاضة المجيدة ، نساء وأطفالا ورجالا وشيوخا وعجزة ومعاقين، وهم يواجهون بصدور عارية بطش وعنف ووحشية ممارسات قوات القمع المغربية، بكل أشكالها وأصنافها، العسكرية والمدنية.
. وتأسيسا على ماسبق، فان اللجنة الصحراوية لحقوق الانسان:
• تحيي عاليا صمود وتحدي جميع الجرحى والأسرى المدنيين الصحراويين في سجون الاحتلال المغربي، الذين رافعوا بكل بسالة بعقر دار الاحتلال عن حق شعبنا في الاستقلال والحرية، وأظهروا وحدة الصف والتمسك بمبادئ الجبهة وقناعاتهم الراسخة بعدالة القضية الصحراوية.
• تطالب الحكومة المغربية الاستعمارية بالإفراج الفوري واللامشروط عن كافة المدافعين والنشطاء والمعتقلين السياسيين الصحراويين بدون قيد او شرط، وإلغاء الأحكام الصورية والجائرة التي صدرت في حقهم والكشف عن مصير كل المفقودين الصحراويين وفتح الأرض المحتلة من الجمهورية الصحراوية أمام وسائل الإعلام والمراقبين الدوليين.
• تنبه كل الهيئات المعنية بحقوق الانسان والشعوب من ضياع هيبة الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، أمام صمت العالم عن استخفاف الاحتلال المغربي بها، وتجاهل المؤسسات والاليات الأممية لخروقات المغرب المتكررة لنصوصها، رغم تواجد بعثة الامم المتحدة بالصحراء الغربية المكلفة بتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي.
• تناشد الضمير الإنساني العالمي لحقوق الإنسان والمؤسسات الدولية والاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوربي ومؤسسات هيئة الأمم المتحدة من اجل تفعيل التوصيات المتضمنة في تقرير الامين العام الاممي السيد غوتيريس الاخير،و الموجه لمجلس الامن الدولي، من اجل الضغط على النظام المغربي للإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين وارسال بعثات دولية مستقلة للتحقيق والاطلاع على حالة حقوق الانسان في الاراضي المحتلة من الجمهورية الصحراوية.
• في الاخير، تعبر اللجنة الصحراوية لحقوق الانسان عن التضامن والتآزر وتشد على ايادي جميع المعتقلين السياسيين الصحرايين الرازحين بالسجون المغربية الرهيبة، وتتقدم اليهم جميعا بأحر التهاني بمناسبة اطلالة عيد الفطر المبارك، وإلى الشعب الصحراوي قاطبة، سائلين المولى عز وجل أن يعيده على معتقلينا أحراراً طلقاء، بين ظهران الشعب الصحراوي، فوق تراب دولته الحرة والمستقلة، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
بئر لحلو، 21 ماي 2020