back to top
07 أبريل 2025

الجزائر تحث الأمم المتحدة على إستئناف المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليساريو والمغرب

تابع القراءة

✍🏼 للصحفي: فرانشيسكو كاريون / ترجمة غير رسمية: عالي إبراهيم محمد

واحدة من أطول الصراعات في العالم، بعد أكثر نصف قرن من الإحتلال المغربي و سبع سنوات من المحاولة الأخيرة بين الطرفين، نقلت الجزائر إلى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، دعمها لاستئناف مفاوضات مباشرة بين جبهة البوليساريو والمغرب بهدف حل مشروع يضمن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي.

و نقل وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، إلى ميستورا خلال زيارته إلى الجزائر، في إطار لقاءاته مع الجهات الفاعلة الرئيسية في الصراع قبل إحاطة مجلس الأمن الدولي في 14 أبريل،  أنه يجب إستئناف المفاوضات المباشرة بين الأطراف المعنية.

و وفقا لبيان وزارة الخارجية الجزائرية، أكد عطاف “دعم الجزائر المطلق لجهود الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ومبعوثه الشخصي، ستافان دي ميستورا، لإعادة تفعيل عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي في الصحراء الغربية على أساس ميثاق الأمم المتحدة و مبادئ الشرعية الدولية المتعلقة بإنهاء الاستعمار”.

و أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية “اقتناع بلاده العميق في أن السبيل الوحيد لإنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية هو استئناف المفاوضات المباشرة بين أطراف النزاع؛ المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، دون شروط مسبقة و بحسن نية، من أجل التوصل إلى حل سياسي يضمن للشعب الصحراوي ممارسة حقه غير القابل للتصرف وغير القابل للتقادم في تقرير المصير، وفقا لجميع قرارات الأمم المتحدة في هذا الصدد، ولا سيما قرارات مجلس الأمن أو من الجمعية العامة.”

جولة جديدة للمبعوث الأممي في المنطقة

في الأسابيع الأخيرة، التقى دي ميستورا بطرفي النزاع، المغرب وجبهة البوليساريو، وكذلك موريتانيا، التي تعتبر، مثل الجزائر، بلدان مراقبان في العملية التي تشرف عليها الأمم المتحدة. و تعتبر جولة الزيارات هذه هي المحاولة الأخيرة للدبلوماسي الإيطالي لإذابة الجليد. و قد هدد في أكتوبر الماضي بمغادرة منصبه إذا لم يتم إحراز أي تقدم.

و في السبت الماضي، في مخيمات اللاجئين الصحراويين في تيندوف، التقى دي ميستورا بالكتابة العامة لجبهة للبوليساريو. و عقد المبعوث اجتماعا لمدة ساعتين تقريبا مع رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، إبراهيم غالي.

من جهته، أعرب المجلس الوطني الصحراوي، الذي اجتمع أيضا مع دي ميستورا، عن تصميمه على مواصلة المطالبة “باستعادة الحرية والاستقلال وإستكمال بسط السيادة في جميع أنحاء أراضي الجمهورية الصحراوية”.

وبالإضافة إلى ذلك، نقل مطالبه المتمثلة بأن “مهمة بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية يجب تشمل أيضا حماية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، بالنظر إلى المعاناة التي يعانى منها الشعب الصحراوي بسبب القمع تحت الاحتلال”. من جانبه، أصر رئيس المجلس الاستشاري الصحراوي، محمد لامين أحمد، على “حق الشعب الصحراوي في مواصلة نضاله حتى النصر و الإستقلال”.

“الجانب الصحراوي (جبهة البوليساريو) ملتزم بالتعاون مع المبعوث الخاص وتسهيل عمله، طالما أن أساس أي حل هو الاحترام المطلق للحق غير القابل للتصرف للشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال”، يقول محمد سيدي عمر، ممثل البوليساريو في الأمم المتحدة، لوكالة الانباء الإسبانية (Efe).

وأضاف سيدي عمر: “لقد كانت المشاورات مع المبعوث الخاص مرة أخرى فرصة للتذكير بالوضع القانوني للصحراء الغربية، ونأمل في أن تتمكن الأمم المتحدة من تحقيق الجهود الرامية إلى إنهاء استعمار آخر مستعمرة في أفريقيا: الصحراء الغربية بخطوات ملموسة وعملية”.

مواقف متباعدة تماما

و قبل النزول في الجزائر، زار دي ميستورا الرباط، بالإضافة إلى موريتانيا. لا تزال المواقف بعيدة جدا. في الرباط، في نهاية مارس، التقى المبعوث الأممي بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الذي نقل إليه الموقف الرسمي للنظام الملكي المتمثل في عدم التعاطي مع أي بديل آخر غير خطة الحكم الذاتي المقدمة في عام 2007 والتي لم يتم تطويرها منذ ذلك الحين. وقالت الوزارة في بيان: “كما أكد الوفد المغربي مجددا دعم المملكة لجهود الأمين العام للأمم المتحدة و مبعوثه الشخصي للتوصل إلى حل دائم و عملي و واقعي وسياسي، يستند حصريا إلى مبادرة الحكم الذاتي المغربي، في إطار سيادة المغرب وسلامته الإقليمية”.

تعود المحاولات الأخيرة لاستئناف المفاوضات بين الطرفين في النزاع إلى عام 2018، حيث تمكن المبعوث الشخصي آنذاك، الألماني هورست كولر، من الحصول على مواقف كل من المغرب و البوليساريو و الجزائر و موريتانيا لقبول الدعوة للمشاركة في أول مائدة مستديرة في جنيف في ديسمبر من ذلك العام. ومع ذلك، منذ ذلك الحين، استمر الصراع في التصاعد.

و قبل الوصول إلى الطريق المسدود، أنهت البوليساريو في عام 2020 وقف إطلاق النار الذي وقعته مع المغرب في عام 1991، بعد حادثة الگرگرات، ووافق في مؤتمره الأخير على تكثيف النضال كجزء من الاستراتيجية الجديدة للحركة. و يقترح المغرب، الذي يحتل 80 في المئة من الإقليم، الحكم الذاتي تحت سيادته. وعلى الرغم من السياسة الخارجية العدوانية للمغرب، و التي حظيت بدعم فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الأمم المتحدة لا تعترف بسيادة الرباط وتعتبر المستعمرة الإسبانية السابقة إقليمًا غير متمتع بالحكم الذاتي في انتظار إنهاء الاستعمار، وهو الأخير في القارة الأفريقية.

و سبق لدي ميستورا أن أوضح في آخر ظهور له أمام مجلس الأمن في أكتوبر الماضي أنه إستكشف مع الطرفين أفكارًا جديدة للخروج من حالة الجمود الحاصلة، بما في ذلك خيار تقسيم الإقليم بين المغرب والبوليساريو. وقد رفض الطرفان التقسيم.

دعم الصحافة الحرة

إن كرمكم يمكّننا من النهوض بمهمتنا والعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع.

تركز حملتنا على تعزيز العدالة والسلام وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. نحن نؤمن بشدة بأهمية فهم أصل هذا النزاع وتعقيداته حتى نتمكن من معالجته بفعالية والعمل على إيجاد حل يحترم حقوق وكرامة جميع الأطراف المعنية.

إن كرمكم ودعمكم ضروريان لعملنا.
بمساعدتكم، يمكننا أن نرفع أصواتنا ونرفع الوعي بالوضع في الصحراء الغربية ونقدم المساعدة الإنسانية لمن يحتاجها وندعو إلى حل سلمي وعادل للنزاع.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار