كثيرا ما يتسائل المتتبعين لقضية الصحراء الغربية ومايجري في منطقة شمال إفريقيا، عما إذا كان موقف فرنسا من النزاع في الصحراء الغربية نابع من الوصاية على مستعمراتها السابقة؟ إلا أن الإشكالية هنا بالنسبة لهذا الإقليم تختلف عن ذلك تماما، بحكم أنها المنطقة الوحيدة في شمال إفريقيا التي لم تكن خاضعة للإستعمار الفرنسي، عكس بعض المستعمرات السابقة التي سجلت تدخل عسكري لباريس بهدف تأمين مصالحها مثل الغابون، جمهورية إفريقيا الوسطى، ساحل العاج، الكونغو ومالي، كما سبق وأن صرح بذلك المحلل السياسي في قناة بي بي سي السيد تيم ويول.
إذن وبناء على المنطق المعهود لدى في فرنسا في سياستها الخارجية تجاه إفريقيا خاصة مستعمراتها السابقة، يبقى السؤال العالق ماهي الخلفية الحقيقية للتدخل الفرنسي في نزاع الصحراء الغربية؟ وهل يمكن أن يتطور يوما ما التدخل السياسي نحو العسكري ؟ ربما الجواب ستكشف عنه الأيام القليلة المقبلة مع تطور الأمور في معبر الكركرات.