مدريد، 04 أبريل 2020 (Ecsaharaui)
عندما ستلقي الملكة إليزابيث الثانية ملكة إنجلترا (94 عامًا) خطابها يوم الأحد، سيكون جميع روساء أوروبا قد خاطبوا شعوبهم ودولهم بسبب هذه الأزمة، في الوقت الذي إختار ملك المغرب بمفرده الصمت رغم حجم أزمة فيروس كورونا التي باتت تتطور رهيب في هذا البلد الواقع شمال إفريقيا على مقربة من اسبانيا التي أصحبت بؤرة للڤيروس.
صمت ملك المغرب غير المبرر في وجه هذه الأزمة الصحية التي لها تداعيات مختلفة لاسيما على الإقتصاد، يعد أول حدث في البلد منذ إنسحاب القوات الفرنسية، يعيشه الشعب المغربي لوحده بغياب هرم السلطة. ما دفع الكثيرين من فيهم الصحفي الأسباني والخبير المنطقة المغاربية إغناسيو سيمبريرو إلى التساؤل عن الأسباب وراء رفض المسؤول الأول في الدولة المغربية مخاطبة شعبه في هذه الأزمة الخطيرة؟
لقد تفاعل الزعماء مع شعوبهم فيما يخص أزمة كورونا بما في ذلك ملكة المملكة المتحدة إليزابيث التي ستوجه خطابها لشعبها يوم غد حول الإجراءات التي سيتم اتخاذها في الأزمة، شأنها شأن من سبقوها من رؤساء بلدان وحكومات إسبانيا، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، الجزائر، جنوب إفريقيا وروسيا وغيرهم، الذين إتخذوا قرارات تاريخية وحزمة الاجراءات في مواجهة هذه الأزمة الصحية والاقتصادية، الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، خلفت حتى الآن أكثر من مليون مصاب و 60.000 قتيل في جميع أنحاء العالم، كانت دول الولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا والصين أكثرهم تضررا.
لقد تابع العالم كيف يعمل مختلف ملوك ورؤساء الدول والحكومات لمواجهة هذا الوضع الخطير، في حين يصر ملك المغرب المحب للظهور في الشواطئ والمناسبات على الصمت التام في هذه الظروف الصعبة التي يمر منها الشعب المغربي والأزمة الحقيقة التي شلت البلاد اقتصاديًا، ضاعفت البطالة والاضطرابات الاجتماعية التي قد تنفجر في أي وقت.
“شائعات عن “هروب” ملك المغرب محمد السادس بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا في المغرب”
لقد خلف غياب وصمت محمد السادس والغموض الذي رافق حتى مكان تواجده في هذه الفترة قلقاً كبيرًا لدى الشعب المغربي، بالتزامن مع تسريبات ظهرت على المنصات المغربية تفيد بأن الملك “هرب” من البلاد ولجأ إلى بلد أوروبي خوفًا من تفاقم الوضع وإنتشار العدوى بين المسؤولين المغاربة. وما زاد من وتيرة القلق هو عدم صدور بيان من ديوان الملك يؤكد أو ينفي هذه الشائعات. وتفادي المساس من صورة الملك المهترئة قبل أزمة كورونا التي أعادت سوء تسييره لمختلف قطاعات البلد إلى دائرة الضوء والانتقاد القاسي والمباشر.
إن الشائعات التي راجت مؤخرا موضوع فرار الملك خارج المغرب، بات أقرب إلى الحقيقة في ظل صمت رسمي ومن قبل الصحافة المغربية المقربة من دائرة السلطة، ولكن ما زاد الأمور تعقيدًا وهلعًا داخل الأوساط المغربية هو ظهور تقارير إعلامية ومعلومات أخرى تفيد بأن العدد الحقيقي للإصابة بفيروس كورونا في المغرب قد تجاوزت 6000 حالة، من بينها بعض المستشارين الخاصين لمحمد السادس نفسه وأعضاء الحكومة بحكم زياراتهم الروتينية لإسبانيا، حسب تقارير صحفية.
نفس الشائعات أكدت كذلك أن “الصحافة المغربية تحدثت عن احتمال هروب الملك إلى جزيرة في أرخبيل جزر الكناري”، في الوقت الذي يعيش رعاياه من الشعب المغربي أيامًا صعبة تمييزها حالة الذعر والخوف بسبب إنتشار الفيروس القاتل وإتساع رقعته داخل البلاد.
وفي ظل حالة الهلع بالمغرب، يرى بعض المتابعين أن ظهور صديق الملك المقرب، أبو عزيتر ، في الخارج مرتبطًا بما صدر مؤخرا من شائعات الأخيرة، حيث يظهر في مقطع فيديو يصور نفسه يتجول في مبنى وسط معدات طبية قال أنها سترسل إلى المغرب، كمساعدة للحكومة في مواجهة جائحة كورونا.
إن كل ما قيل وراج من معلومات حول فرضية فرار ملك المغرب من بلده إلى الخارج وإصابته بالڤيروس يعززه بشكل كبير عدم ظهوره حتى الآن ومخاطبة شعبه كما فهل نظراءه ملوك ورؤساء البلدان والحكومات في ما يخص جائحة كورونا.
هذا ويبقى جدير بالذكر أنه وبحسب إحصائيات وزارة الصحة المغربية فقد بلغ عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في المغرب حتى الآن 858 حالة مؤكدة، بعد تسجيل 67 حالة إصابة جديدة خلال 24 ساعة الاخيرة و50 حالة وفاة حسب بيانات الوزارة.