بئر لحلو، 31 ماي 2020 (ECSAHARAUI)
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخوات والإخوة.
في اختتام هذا اللقاء الرابع من نوعه، في ذكرى رحيل الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز، فإننا لا شكَّ لن نفـي الرجل حقه من التكريم والتقدير والإشادة، لأننا نتحدث عن قائد فـذ وشخصية محورية في كفاح الشعب الصحراوي وكفاحات الشعوب عامة من أجل الحرية والكرامة والاستقلال.
الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز أفنى حياته، حتى آخر لحظاتها، في خدمة القضية الوطنية، بكل تفان وإخلاص، ساهراً على المصحلة الوطنية العليا، مهما تطلب ذلك من مواقف وتضحيات، وهو كله ثقة ويقين في النصر الحتمي الأكيد.
لقد فقدنا رفيق درب شاركـنا، مع رفاق آخرين، وفي مقدمتهم قائد الثورة، شهيد الحرية والكرامة، الولي مصطفى السيد، في أصعب مراحل الكفاح وأقساها، من البدايات المستحيلة والانطلاقة المظفرة ومعارك التحرير ومحطات البناء والتشييد.
الشعب الصحراوي فقد قائداً فريداً، سواء بما تميـز به من شجاعة وإقدام وقدرة على التخطيط والمتابعة في الميدان العسكري، حيث أولوية جيش التحرير الشعبي الصحراوي، أو ما عـرف به من حكمة وتبـصـر ورزانة في تسيير مختلف جوانب الشأن الوطني، على مختلف الجبهات والواجهات، داخلياً وخارجياً، وعلى جبهة انتفاضة الاستقلال في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية.
إن قيادة مسيرة الشعب الصحراوي خلال أربعة عقود، حافلة بالمكاسب والإنجازات، في أجواء مـتـقــلـبـة وأمواج عاتية من المؤامرات والدسائس والتكالب الاستعماري البغيض، بمشاركة ودعم سخـي من أعتى قوى الظلم في عالم لا يرحم، لهو شهادة كافية لوحدها على ما تمـيز به الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز من بعد نظر وتفكير استراتيجي، وعلى ما يتمتـع به هذا الشعب الأبـي من قوة وإصرار وعزيمة وإرادة فولاذية وتصميم راسخ على انتـزاع النصر، واستكمال سيادة دولته، الجمهورية الصحراوية، على كامل ترابها الوطني.
ومن هنا، فإن هذا الملتقى إنما هو رسالة من الشعب الصحراوي إلى دولة الاحتلال المغربي أولاً وإلى كل الحلفاء والأصدقاء في العالم، بأنه ماض على درب الوفاء لعهد الشهداء في مسيرة التحرير، بلا تردد ولا تراجع، نحو بلوغ أهدافها، مهما تطـلـب ذلك من ثمن، ومهما اقتضى من زمن.
وإننا ونحن نعقد ملتقى الشهيد محمد عبد العزيز، إنما نستحضر، بالتبجيل والتقدير والإجلال، كل شهداء ومفقودي الشعب الصحراوي، من أمثال الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري، قائد المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء التي نظمت انتفاضة الزملة التاريخية في 17 يونيو 1970، وشهيد الحرية والكرامة، قائد ثورة العشرين ماي، الولي مصطفى السيد، وأول شيهد للثورة الصحراوية، البشير لحلاوي والقائمة الطويلة من شهيدات وشهداء هذا الوطن، الذين كان من آخرهم الشهيد امحمد خداد.
علينا ونحن نقيم هذا الملتقى التكريمي الرابع للشهيد الرئيس محمد عبد العزيز، أن نضع بين أعيـننا تحديات ورهانات المرحلة وما تـتطلـبه من تجنيد وتحول ونـقـلـة نوعية، شدد عليها المؤتمر الخامس عشر للجبهة، مؤتمر الشهيد البخاري أحمد بارك الله.
وأنا أذكر مرة أخرى بأن هذا الملتقى هو دعوة مفتوحة لنا جميعاً، وللشباب الصحراوي خاصة، لتـمـثّـل القيم الوطنية والاجتماعية والإنسانية المستوحاة من سيرة الرئيس الشهيد وكل شهداء القضية الوطنية ومن مسيرة شعبنا المجيد، أختم بكلمات خالدة للرئيس الشهيد محمد عبد العزيز، في اختتام أشغال المؤتمر الرابع عشر للجبهة، حين يقول: ” إن كل سياسات العدو ودسائسه وتـعــنـتـه لا يمكن أن تقف في وجه إرادة شعب مظلوم، مؤمن بقضيته، متشبـث بحقوقه، ملتزم بواجباته، متمسك بالوحدة الوطنية، وملتـف حول رائدة كفاحه ومـمـثلـه الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب”.
رحم الله معشر الشهداء، وجازاهم عنا خير الجزاء.
كفاح، صمود وتضحية لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية.