فيينا، 18 نوفمبر 2020 (ECSAHARAUI)
أكد محمد أسلامة بادي ممثل جبهة البوليساريو في النمسا، أن عودة جبهة البوليساريو إلى الكفاح المسلح جاء بعد الاعتداء العسكري للمغرب على منطقة في الگرگرات بنية الإلتفاف على أجزاء الأراضي الصحراوية المحررة، مضيفًا بأن القرار فرضته الإنتهاكات المتكررة لسلطات الاحتلال للمواثيق الدولية، كان آخرها خرق إتفاق وقف إطلاق النار الموقع عليه بين الجانبين، والإعلان الفعلي عن الحرب من خلال الإعتداء على المدنيين الصحراويين العزل، وإستحداق ثغرات غير شرعية جديدة في جدار العار .
السفير الصحراوي وفي تصريح لـ(واج) أعرب عن أسفه العميق إزاء محاولات المغرب تزييف الحقائق، ومغالطة المجتمع الدولي، بأن جبهة البوليساريو هي من قامت بخرق إتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بالرغم من أن كل العالم يعرف كم تحمل الشعب الصحراوي في سبيل الالتزام بالمواثيق الدولية و القرارات الأممية.
وفي هذا الصدد فند الدبلوماسي الصحراوي مزاعم المغرب أن المعتصمين الصحراويين السلميين أغلقوا الثغرة غير القانونية في الكركرات “لاستفزازه”، مؤكدا على أن هذه الثغرة إلى جانب كونها “بوابة تهريب الثروات الصحراوية المنهوبة والمخدرات” فهي أيضا خرق “سافر” لإتفاق وقف إطلاق النار.
وإلى ذلك يضيف محمد أسلامة بادي، أن “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب قد نبهت في وقت سابق الأمم المتحدة وحذرت من خطورة الوضع” في المنطقة، كما طالبت بالعودة إلى مخطط التسوية بتنظيم إستفتاء عادل و نزيه و شفاف ليتمكن الشعب الصحراوي من إختيار مستقبله، وتحديد آجال لذلك مع فتح الإقليم أمام المراقبين والافراج عن الأسرى الصحراويين في السجون المغربية، الأمر الذي لم تأخذه للأسف الأمم المتحدة على محمل الجد.
من جهة أخرى، شدد محمد أسلامة بادي، أنه لا يمكن إعطاء دروس للشعب الصحراوي وجبهة البوليساريو في السلمية والإلتزام بالشرعية الدولية، لأن 29 سنة من الإنتظار على أمل أن يفي المجتمع الدولي بإلتزاماتها أكبر برهان على أنه شعب مسالم و يؤمن بالحل السلمي، موضحاً بأن دخول الحرب هدفه تنظيم إستفتاء لإستكمال السيادة على كامل الأراضي الصحراوية، ودون ذلك لا يمكن القبول بسياسة الأمر الواقع التي يحاول المغرب فرضها على السعب الصحراوي.
وفي ما يخص الوضع الميداني، قال السيد محمد أسلامة بادي “أن الاحتلال سيقع بين فكي كماشة، ولن ينفعه التفوق في العتاد ولا التعداد البشري، لأن المعركة لا يمكن أن تحسم إلا بالإرادة، التي يفتقدها الجنود المغاربة، الذين أقحموا في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وهو ما يفسر المعنويات المنهارة للجيش المغربي.
وفي الضفة الأخرى من جدار العار، وأمام الوضع المتردي في الأراضي الصحراوية المحتلة، بسبب الخروقات المتتالية لسلطات الاحتلال المغربي، طالب السفير الصحراوي بضرورة فتح المدن الصحراوية المحتلة أمام المراقبين الدوليين، والصحافة العالمية ليقف العالم على حقيقة ما يجري، مضيفا ذات السياق أنه من غير المقبول أن تبقى المدن المحتلة سجنا يمارس فيه الاحتلال أبشع أنواع انتهاكات حقوق الإنسان بعيدا عن المراقبين و الملاحظين الدوليين.