17 سبتمبر 2024

رسالة جبهة البوليساريو واضحة: “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في حالة حرب مع المغرب”.

تابع القراءة


مهيريز المحررة، 18 أكتوبر 2021 (ECSAHARAUI)

الحرب المندلعة خلف الكثبان الرملية في الصحراء الغربية ، تكاد تكون غير محسوسة، تتطلب السفر لأميال وأميال من في أراضي الصحراء لتشعر بها وتراها. فمنذ خرق وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو في نوفمبر 2020 ، عادت الصحراء الغربية مرة أخرى إلى حالة حرب بعد 30 عامًا. يتناقض الملل في مخيمات اللاجئين مع فورة النشاط العسكري.

إلى منطقة مهيريز العسكرية الرابعة، رافقنا قائد تلك المنطقة محمد وليدة وكتيبة من المقاتلين جميعهم من الشباب. عشرات المركبات الصغيرة وقاذفات الصواريخ الروسية والصواريخ المضادة للطائرات والدبابات المليئة بالغبار هذا ما تمتلكه هذه الوحدة العسكرية. لكن في الإيمان والوطنية تجاه قضيتهم العادلة، لا تهزم، وهذا ما شهدناه خلال قصف مدفعي مكثف في المساء قرب منطقة خنگة حورية على نقطة تبعد بتسعة كيلومترات من الجدار شنه الجيش الصحراوي بصواريخ بي إم 21 “غراد” على إحدى أكبر القواعد المغربية في المنطقة والواقعة قرب منطقة السمارة المحتلة.

بعد زيارة سريعة لبلدتي تيفاريتي وبير ليلو الرمزيتين، المكان الذي أعلن فيه لوالي مصطفى السيد قيام الجمهورية الصحراوية في عام 1976. في اليوم التالي، إستقبلنا عميد من المنطقة العسكرية الصحراوية الرابعة الواقعة في مهيريز ، وهي زاوية أقصى الحدود شمال شرق الإقليم، قريب جدًا من الجدار العسكري ومليء بالاشجار التي يستخدمها المقاتلون الصحراويون بمهارة للتمويه من أخطر مناطق الحرب وأكثرها حساسية لقربها من الحدود الموريتانية.

قضينا الليلة في المنطقة المذكورة أعلاه وفي صباح اليوم التالي إنتقلنا إلى بلدة رغيوة، حيث يمكننا أن نلاحظ كيف أعد عناصر جيش التحرير الصحراوي للهجوم ، وقصفوا القاعدة المغربية الواقعة في قطاع خنگة حورية، أين شوهد بالعين المجردة تصاعد دخان أسود كثيف من الموقع المستهدف، قبل الانسحاب المنظم لتجنب الرادارات المغربية.

يُقاس الوقت هنا بالمدة التي يستغرقها شرب ثلاثة أكواب من الشاي – وهي طقس مقدس حتى في خضم الحرب. الجو مظلم بالفعل، يحل الليل ومعه البرد القارس. بين البطانيات على الأرض والأحذية العسكرية المكدسة يقف القائد محمد وليدة. قائد لا ينام معظم الليل. يتحدث إلينا بكل فخر كأب لجنوده: “كل وحدة عسكرية تسيطر على جزء من الجدار. نحن دائمًا في حالة تأهب ليل نهار. لقد كنا ذلك أيضًا قبل إندلاع الحرب الجديدة مع المغرب” يقاطع حديثه مسؤول عسكري صحراوي “اسمع، اسمع” لسماع صوت قذيفة هاون أطلقها رفاق فصيلة أخرى من الجيش”.


مع حلول الليل، يخبرنا قائد المنطقة أنه منذ اندلاع الحرب، بعد الإجتياح غير القانوني للقوات المغربية بقطاع الكركرات المنزوعة السلاح في 13 نوفمبر 2020، “آلاف المتطوعين الشباب الصحراويين، بالمعنى الدقيق للكلمة ، جاؤوا من الخارج ومن مخيمات اللاجئين للالتحاق بصفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي ، والمدارس العسكرية مليئة بالشباب، أين يقضي الجميع تسع أشهر تدريب عسكري وهم على إستعداد للذهاب للقتال عن قناعة بضرورة القيام بواجبهم”.

بعد محادثة طويلة مع الجنود، أجبرنا البرد والإرهاق على النوم والبطانيات على الأرض، لإنتظار أول أشعة الشمس حتى ننهض لنصول ساحة المعركة. بعد الإفطار السريع نقسم إلى مجموعات لركوب المركبات العسكرية. المنطقة تعج بالوحدات المتنقلة بقاذفات مضادة للطائرات من عيار 23 ملم، وهي أكثر الأسلحة تطوراً لديهم.

لكن ربما يكون “السلاح” الأكثر تطوراً المتاح للصحراويين هو إتقانهم وتأقلمهم مع الوضع، في المقابل الأداء السيئة للقوات المغربية خاصة في فبراير الماضي بعد خروجها من تحصيناتها في الجدار في القطاع الشمالي من المحبس.

توقف الرحلة على بعد تسعة كيلومترات من الجدار المغربي، حيث تُرى بالعين المجردة الكثبان الرملية الضخمة يتعين على الجميع الإنحاء والجلوس القرفصاء لتجنب الرصد من قبل الرادارات المغربية والطائرات بدون طيار قبل التحضير لعملية القصف ثم الإنسحاب السريع من النقطة. إنها حرب منخفضة الحدة تقتصر على إطلاق الصواريخ من قبل الصحراويين والقذائف والقنابل العنقودية والقاذفات بطائرات بدون طيار بشكل عشوائي من الجانب المغربي، ما أجبر السكان المدنيين الذين كانوا يعيشون في السابق داخل الأراضي المحررة للجمهورية الصحراوية على النزوح إلى المخيمات.


دعم الصحافة الحرة

إن كرمكم يمكّننا من النهوض بمهمتنا والعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع.

تركز حملتنا على تعزيز العدالة والسلام وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. نحن نؤمن بشدة بأهمية فهم أصل هذا النزاع وتعقيداته حتى نتمكن من معالجته بفعالية والعمل على إيجاد حل يحترم حقوق وكرامة جميع الأطراف المعنية.

إن كرمكم ودعمكم ضروريان لعملنا.
بمساعدتكم، يمكننا أن نرفع أصواتنا ونرفع الوعي بالوضع في الصحراء الغربية ونقدم المساعدة الإنسانية لمن يحتاجها وندعو إلى حل سلمي وعادل للنزاع.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار