17 سبتمبر 2024

✍️ مقال للرأي | “ليس بِخَطابة ولا إستراتيجية للتواصل”، عندما يعطي السياسيون ذخيرة لوسائل الإعلام.

تابع القراءة


مدريد، 29 ديسمبر 2021 (ECSAHARAUI)

الكاتب : محمود حسنة (رأي)

غالبًا ما تكون القدرة العاطفية وسلاسة الكلام علامة لا لبس فيها على أن الشخص المعني لديه تجارب سابقة أكثر من مشاريع مستقبلية. لبعض الوقت، إعتدنا على سماع سلسلة خرجات غير مسؤولة وغير متسقة من كبار سياسيينا، نستعرض فيما يلي بعض الأمثلة:

قال أحدهم عن إندلاع حرب التحرير الثانية؛ “هذه المرة أعتقد أنه سيتم حل كل شيء في غضون ستة أشهر.”

وفي فبراير 2021، أضاف مسؤول آخر: “في غضون شهر على الأكثر، سيكون لدينا أسرى حرب تحت أيدينا وسنرى درع العدو يتحطم”.

ومؤخرا، نفى مسؤول آخر وضعه كوزير قائلا إنه “ليس وزيرا، أو أي شيء من هذا القبيل، إنما لاجئ يعيش على المساعدات المقدمة من الدول المانحة” والغريب في الأمر أنه قال ذلك في إجتماع مع أفراد الجالية الصحراوية القادمين من الأراضي المحتلة ومخيمات اللاجئين ومن المهجر. وأضاف أن الدولة الصحراوية غير موجودة وأن الرئيس ليس إلاّ للاجئ مسجل تحت إسم آخر…. إلى غير ذالك.

من خلال هذا المقال، نطلب بشكل عاجل من سياسيينا قدرًا من ضبط النفس وتحكيم العقل السياسي والنزعة العقلية، لأنه إذا لم يمارس مسؤولينا السياسة، فإن العدو سيفعل ذلك حتماً لصالحه، والسياسة أهم من أن تُترك في يد المحتل.

لطالما قيل إن الصحفيين هم سياسيون، لكنهم بلا مسؤولية، كونهم غير خاضعين للمُساءلة. لذا يتعين على السياسيين أن يحاسبوا على أفعالهم وكل ما يفعلونه أو يقولونه. عادةً ما يتم النظر إلى البيانات والإيماءات والمهام اليومية الأخرى بإستخدام عدسة مكبرة وغالبًا ما تكون موضوع نقاش وطني ودولي. لكل هذا وأكثر، يجب أن يكون لكل حكومة متحدث رسمي واحد بإسمها، ومن القواعد العامة غير المكتوبة أن معايير الحكومة وآرائها يجب أن تكون موحدة ومنسقة في إنسجام تام.

عندما ينتقد شخص عادي في طقوس جلسة شاي، فهذا ليس مهمًا عادةً، ولكن عندما يفعلها السياسي، يتردد أصداءه في كل مكان، لأن السياسة تحكم حياتنا وهي سبب التصرف اليومي والحياة اليومية للعديد من المجتمعات.

إن تأثير سياسيينا وظهورهم وخطابهم مهم جدًا، لأنه يضيف نقاطًا لصالح قضيتنا. لهذا يرجى بذل جهد لمراجعة وإعداد بياناتهم بدقة قبل إصدارها، ليس حبا للشخص المسؤول، بل إحتراما للشعب الصحراوي وقضيته العادلة.

وعلى ساستنا أيضا تذكر أن كل مسؤول سياسي هو مسؤول أيضا عن كلامه وملك صمته. من الأفضل التحدث قليلا والعمل أكثر. حيث من الممكن أن تكون أفعالهم وإيماءاتهم وتصريحاتهم مجد شعبنا، أو ذخيرة للعدو. وكما يقول الأرستقراطي الروماني بوبليو كلوديو بولكرو: “لا يكفي أن تكون زوجة القيصر صادقة، بل يجب عليها أيضًا أن تظهر هكذا”.


دعم الصحافة الحرة

إن كرمكم يمكّننا من النهوض بمهمتنا والعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع.

تركز حملتنا على تعزيز العدالة والسلام وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. نحن نؤمن بشدة بأهمية فهم أصل هذا النزاع وتعقيداته حتى نتمكن من معالجته بفعالية والعمل على إيجاد حل يحترم حقوق وكرامة جميع الأطراف المعنية.

إن كرمكم ودعمكم ضروريان لعملنا.
بمساعدتكم، يمكننا أن نرفع أصواتنا ونرفع الوعي بالوضع في الصحراء الغربية ونقدم المساعدة الإنسانية لمن يحتاجها وندعو إلى حل سلمي وعادل للنزاع.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار