مدريد (ESC). – أشاد ملك المغرب محمد السادس بـ “انتصاراته” الوهمية في ملف الصحراء الغربية في خضم تنامي الاعتراف الدبلوماسي بالجمهورية الصحراوية وتدويل الصراع دولياً و في ظل الحرب التي توشك أن تدخل عامها الثالث. وأشاد محمد السادس بموقف إسبانيا والولايات المتحدة، لكنه تجاهل الحكم الأخير الصادر عن محكمة العدل الأوروبية أو تضامن جلّ أمريكا اللاتينية وأفريقيا المتزايد مع الجمهورية الصحراوية.
و بالنظر إلى الاعتراف المتنامي بالجمهورية العربية الصحراوية في دول أمريكا اللاتينية و أفريقيا بفضل النشاط الدبلوماسي المكثف لجبهة البوليساريو، كان آخرها إعتراف كل من الهندوراس وبوليفيا وكولومبيا، تجاهل ملك المغرب الإخفاقات الدبلوماسية التي منيّ بها في الأشهر الأخيرة.
في المقابل، أطلق المغرب، الذي ينظر إلى هذه الاعترافات بشيئ من الريبة، دبلوماسيته القذرة لإجهاض هذه الإعترافات أو التقليل من تأثيرها في الخارج و الداخل.
لا يزال المغرب متمسكا بسياسة الرشوة و دبلوماسية المال التي أظهرت عدم فاعليتها مرات عديدة. ففي باراغواي مثلا، ستكون الانتخابات المقبلة بعد عامين من الآن، في عام 2023. وتؤدي التغييرات السياسية في أمريكا اللاتينية بانتظام إلى تغيير مواقفها بشأن الصحراء الغربية، كما حدث مع بنما والبيرو وبوليفيا و الإكوادور، وما إلى ذلك، و ستكون حاضرة بقوة دبلوماسية “المال” مرة أخرى لإنجاز ما لم يستطيع تحقيقه بالدبلوماسية التقليدية.
موقف رئيس الحكومة الإسبانية
و حول موقف إسبانيا من قضية الصحراء الغربية، أشار ملك المغرب في الخطاب الذي يلقيه كل عام بمناسبة عيد “ثورة الملك والشعب”: “نقدر الموقف الواضح والمسؤول لجارتنا إسبانيا، التي تدرك جيدًا أصل وحقيقة هذا الصراع. وقد فتح هذا الموقف الإيجابي مرحلة جديدة من الشراكة بين المغرب وإسبانيا لا تتأثر بالمتغيرات الإقليمية أو السياسية، و بهذا يشير محمد السادس لأول مرة إلى التغيير المفاجئ في موقف إسبانيا من القضية الصحراوية.
و في مارس الماضي أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث أن مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية هو “الأساس لأي حل و الأكثر جدية ومصداقية وواقعية لحل النزاع”.
تغريدة ترامب
ولأول مرة، أشار محمد السادس إلى القرار المشؤوم للرئيس الأمريكي الأسبق، دونالد ترامب، حيث أكد ملك المغرب أن موقف واشنطن من الصحراء الغربية هو محفز لوحدة أراضي المغرب، في إشارة إلى القرار الذي نشره ترامب على منصة تويتر في ديسمبر 2020 والذي يفتقر إلى الشرعية.
وختاما، عبر العاهل المغربي عن امتنان المغرب لقادة بعض الدول العربية ولا سيما الممالك مثل الأردن والإمارات والبحرين وجيبوتي وجزر القمر، التي فتحت قنصليات في العيون والداخلة المحتلتين، مشيرا إلى أن باقي الدول العربية أكدت دعمها لمغربية الصحراء وعلى رأسها دول مجلس التعاون الخليجي ومصر واليمن”.