مدريد (ECS).- جددت الولايات المتحدة، اليوم الأحد، قبل ساعات من زيارة نائب وزير الخارجية الأمريكي، جوشوا هاريس، للمغرب، أن مقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء الغربية الذي قدمته الرباط سنة 2007 إلى الأمم المتحدة هو “مقاربة محتملة” و “نهجاً” يمكن أن يلبي تطلعات الشعب الصحراوي.
و هذه هي المرة الثانية، خلال أقل من شهرين، التي تعلن فيها واشنطن هذا الموقف الجديد تجاه المقترح المغربي. وسبق أن نقل هاريس هذه الرسالة في سبتمبر الماضي أثناء تواجده بالرباط إلى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الذي التقى به خلال زيارته للمغرب في إطار الجولة الإقليمية الأولى، و التي زار أيضا خلالها مخيمات اللاجئين الصحراويين، حيث إلتقى بـالأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي.
وبحسب بيان نشرته وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الأحد، جددت واشنطن التأكيد على أنها تواصل “اعتبار المقترح المغربي للحكم الذاتي جديا وذا مصداقية وواقعيا وأحد “المقاربات الممكنة” لتلبية تطلعات شعب الصحراء الغربية”.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، عبر تغريدة نشرتها على حسابها على موقع X (تويتر سابقا)، أن المكلف بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جوشوا هاريس، سيصل غدا إلى الرباط لإجراء محادثات و مشاورات حول “تعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة والمغرب ومراجعة عدد من الأولويات الأمنية الإقليمية بما في ذلك العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية”.
وأضاف مكتب شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الأمريكية، في البلاغ، أن هاريس سينقل للسلطات المغربية أنه لا يوجد أي تغيير في الموقف “الواضح والثابت” للولايات المتحدة بشأن الصحراء الغربية.
رغم ذالك؛ أعربت واشنطن، في البيان نفسه، عن دعمها الكامل للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، لتسهيل المفاوضات للتوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول من الطرفين لقضية الصحراء الغربية. وأضاف البيان أن “الولايات المتحدة تعتقد أنه يجب التوصل إلى حل سياسي من خلال مفاوضات تشرف عليها الأمم المتحدة دون مزيد من التأخير”.
قال بيان الولايات المتحدة أن “نتائج المفاوضات التي قادتها الأمم المتحدة، والتي قبلها الطرفان وتعكس التزامهما بجهود الأمم المتحدة بروح من الواقعية والتوافق، ستشكل قاعدة للحل النهائي لهذه القضية”.
جوشوا هاريس كان قد زار الجزائر في وقت سابق من هذا الشهر
وكان المسؤول عن الدبلوماسية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد زار الجزائر مطلع الشهر الجاري وأجرى مشاورات مع وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف من أجل التوصل إلى حل “ناجح” لمسألة الصحراء الغربية في إطار المفاوضات و في إطار العملية السياسية للأمم المتحدة
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية إن الدبلوماسيين “أجريا مشاورات حول الجهود المشتركة لتعزيز السلام والأمن الإقليميين، بما في ذلك تكثيف التعاون لضمان إنطلاق ناجح للعملية السياسية بشأن الصحراء الغربية دون مزيد من التأخير”.