السيد أنطونيو غوتيريش
الأمين العام للأمم المتحدة
الأمم المتحدة، نيويورك
نيويورك، 19 ديسمبر 2021
السيد الأمين العام،
بتعليمات من سلطات بلدي، أكتب إليكم للفت انتباهكم وانتباه أعضاء مجلس الأمن إلى استمرار وتصاعد انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها دولة الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين في مناطق الصحراء الغربية الواقعة تحت الاحتلال العسكري المغربي غير الشرعي.
فقد شهد نهار أمس خروج المئات من المدنيين الصحراويين إلى الشوارع بشكل عفوي في مدينة العيون، عاصمة الصحراء الغربية المحتلة، للاحتفال بطريقة سلمية بفوز الجزائر بكأس العرب 2021.
كما شهدت عدة مدن في الصحراء الغربية المحتلة، بما في ذلك مدن السمارة وبوجدور والداخلة، احتفالات مماثلة خرج فيها الصحراويون من كل الأعمار إلى الشوارع للتعبير سلمياً عن فرحتهم من خلال ترديد شعارات احتفالاً بانتصار الجزائر الكروي ورفع أعلام الجمهورية الصحراوية والجزائر في الشوارع وعلى أسطح منازلهم.
وفي إطار سياستها القمعية المستمرة والممنهجة في الصحراء الغربية المحتلة، لجأت قوات الأمن المغربية، التي تم نشرها وانتشارها بكثافة في الشوارع، إلى عنفها الوحشي المعتاد لمنع المدنيين الصحراويين من الاحتفال بانتصار الجزائر الكروي، بنفس الطريقة العنيفة التي ردت بها قوات الأمن المغربية على احتفال الصحراويين بانتصار الجزائر على دولة الاحتلال المغربية في 11 ديسمبر 2021.
وقد شارك مئات من رجال الأمن المغاربة، بمن فيهم رجال شرطة يرتدون الزي الرسمي وملابس مدنية وقوات الدرك والقوات المساعدة، في الهجوم الوحشي الذي أسفر عن تعرض العديد من المدنيين الصحراويين للمعاملة الوحشية ومداهمة منازلهم بعنف. وقد تم اعتقال العديد من الشباب الصحراويين، بمن فيهم القصر، وضربوا ضرباً مبرحاً على أيدي رجال الأمن المغاربة.
وإننا لندين بشدة هذه الموجة الجديدة من العنف الوحشي الذي شنته قوات الأمن المغربية ضد المدنيين الصحراويين في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية. إننا ندعوكم وندعو مجلس الأمن على وجه السرعة إلى محاسبة دولة الاحتلال المغربية على أعمالها القمعية المستمرة وكذلك الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الأمن التابعة لها ضد المدنيين الصحراويين والناشطين في مجال حقوق الإنسان.
وكما حذرنا في رسائل سابقة، فإن دولة الاحتلال المغربية لم تكن لتستمر في احتلالها العسكري غير الشرعي لأجزاء من الصحراء الغربية وأعمالها القمعية ضد المدنيين الصحراويين لولا موقف التغاضي والتسامح من بعض الأعضاء الرئيسيين في مجلس الأمن والصمت غير المبرر للمجتمع الدولي.
لقد حان الوقت لكي تدرك الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن فشلهما في التصدي بحزم للسياسة العدوانية والتوسعية لدولة الاحتلال المغربية يساهم في وجود وضع خطير لا يمكن استمراره لما قد يكون له من عواقب وخيمة على السلم والأمن في المنطقة بأسرها، لا سيما في أعقاب الخرق الخطير لوقف إطلاق النار للعام 1991 من قبل دولة الاحتلال المغربية في 13 نوفمبر 2020 واحتلالها العسكري غير الشرعي لمزيد من الأراضي الصحراوية.
وفي الختام، أود أن أؤكد مجدداً أن جبهة البوليساريو، التي تبقى ملتزمة بالحل السلمي والعادل والدائم لإنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية، لن تقبل أبداً الأمر الواقع الذي تسعى دولة الاحتلال المغربية إلى فرضه بالقوة في الصحراء الغربية المحتلة، وأنها ستواصل استخدام جميع الوسائل المشروعة للدفاع عن الحقوق المقدسة للشعب الصحراوي وتطلعاته الوطنية في الحرية والاستقلال.
وأرجو ممتناً توجيه انتباه أعضاء مجلس الأمن إلى هذه الرسالة.
وتقبلوا، السيد الأمين العام، أسمى عبارات التقدير والاحترام.
الدكتور سيدي محمد عمار
ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة
المنسق مع المينورسو