back to top
18 نوفمبر 2025

مفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب: هل يشهد النزاع في الصحراء الغربية فصلاً جديداً؟

تابع القراءة

  • رغم عدم وجود أي اتفاق وشيك في الأفق، تشير التطورات الأخيرة إلى دينامية متجددة للدبلوماسية الدولية.

  • من المقرر أن تبدأ المحادثات بين المغرب وجبهة البوليساريو في منتصف يناير/كانون الثاني، بهدف استئناف المفاوضات المتوقفة بشأن الصحراء الغربية منذ عام 2018.

مدريد – 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2025 – النزاع الممتد حول الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو أمام مرحلة دقيقة من المفاوضات، مدفوعة بتحركات الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب.

وزير الخارجية الجزائري يكشف حقائق مثيرة بشأن قرار مجلس الأمن حول الصحراء الغربية

و ذكر وزير صحراوي طلب عدم الكشف عن هويته إن جبهة البوليساريو تنتظر زيارة أو دعوة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، قبل بدء أي مفاوضات مباشرة مع المغرب، استناداً إلى قرار مجلس الأمن رقم 2797، الصادر في أواخر أكتوبر/تشرين الأول.

وأشار المصدر نفسه إلى أن القرار يركز على المضي نحو حل سياسي “واقعي ودائم ومتوافق عليه”، يضمن حق تقرير المصير، مع إبقاء مقترح الحكم الذاتي الذي قدمته الرباط مطروحاً، إلى جانب ضرورة ضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وفتح الباب أمام خيارات أخرى تتماشى مع روح القرار.وأضاف المسؤول أن جبهة البوليساريو قدمت في 20 أكتوبر/تشرين الأول مقترحاً مفصلاً يتضمن رؤيتها لحل نهائي، وتنتظر الآن رداً مغربياً أو طرح مقترح مضاد لإحياء العملية السياسية المتوقفة.

كما أكد الدبلوماسي الصحراوي استعداد الجبهة للمشاركة في مفاوضات “جدية ومباشرة” تحت إشراف الأمم المتحدة، بمجرد انتهاء دي ميستورا من مشاوراته مع الأطراف المعنية.

ووفق مصادر دبلوماسية حصرية لِ ECSAHARAUI، ستبدأ محادثات غير رسمية بين المغرب وجبهة البوليساريو في منتصف يناير/كانون الثاني 2026، بهدف استئناف المفاوضات المتوقفة. وأكدت المصادر ذاتها أن الاتصالات الأولية بين الجانبين قد بدأت بالفعل.

ضربة دبلوماسية صامتة للمغرب في الأمم المتحدة: الجزائر تعزز موقفها بشأن الصحراء الغربية، و»البوليساريو» تستعيد جزءًا من حضورها الدولي

دعم أممي يعيد رسم المشهد

في 31 أكتوبر/تشرين الأول، اعتمد مجلس الأمن قراراً يدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره طبقا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن. غير أن القرار رقم 2797 يولي أهمية غير مسبوقة للاقتراح المغربي كقاعدة “جادة وواقعية” لاستئناف المفاوضات.

وجاء التصويت بـ11 صوتاً مؤيداً و3 امتناعات، مع تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو). واعتبر المغرب هذا القرار انتصاراً دبلوماسياً، ووصفه محمد السادس بأنه “تغيير تاريخي”، داعياً الشعب الصحراوي إلى استغلال هذه الفرصة للتقارب.

موقف جبهة البوليساريو: إرادة للحوار بحذر

ورغم إعلان الجبهة استعدادها للتفاوض، فهي تبدي حذراً إزاء ما تعتبره محاولات لإضفاء شرعية على الاحتلال المغربي. وأكدت في بيان أنها لن تشارك في أي مسار يستند إلى مقترحات “تكرس احتلالاً غير شرعي”.

و ذكّرت الجبهة أنها قدمت نسخة موسعة من مقترحها لعام 2007 إلى الأمين العام أنطونيو غوتيريش في 20 أكتوبر/تشرين الأول، تعبيراً عن التزامها بـ”سلام عادل ودائم” وضمان حق تقرير مصير الشعب الصحراوي.

وأرسل الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي رسالة إلى الأمم المتحدة تدعو لمفاوضات “مباشرة وجادة” مع المغرب برعاية الأمم المتحدة ودون شروط مسبقة، مع الإشارة إلى ضرورة تنظيم استفتاء بإشراف الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.

دور الجزائر وترامب وماكرون

حثت الجزائر الأمم المتحدة على استئناف مفاوضات مباشرة “بدون شروط مسبقة وبحسن نية” بين المغرب وجبهة البوليساريو. وقال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إن هذه الخطوة ضرورية لإتمام عملية تصفية الاستعمار وضمان حق تقرير المصير للشعب الصحراوي.

ورغم الدعم الغربي للمقترح المغربي، تبقى الآفاق غامضة و غير حاسمة. إذ يتهم الصحراويون فرنسا وترامب بتجاهل القانون الدولي. وتثير خيبتهم من مسار المفاوضات تساؤلات حول مدى جدوى الزخم الدبلوماسي الحالي.

مرحلة جديدة من الحوار؟

رغم عدم وجود أي إتفاق وشيك بين الأطراف، فإن التطورات الأخيرة تشير إلى تجدد الاهتمام الدولي بالنزاع في الصحراء الغربية. ويفتح قرار مجلس الأمن نافذة جديدة للحوار، مع إصرار المغرب على أن تكون المفاوضات ضمن إطار مقترحه للحكم الذاتي.

و يعتمد نجاح أي مفاوضات مقبلة على بناء ثقة متبادلة، بدعم أطراف خارجية والمجتمع الدولي، لإطلاق مرحلة أكثر استقراراً في النزاع حول الصحراء الغربية.

دعم الصحافة الحرة

إن كرمكم يمكّننا من النهوض بمهمتنا والعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع.

تركز حملتنا على تعزيز العدالة والسلام وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. نحن نؤمن بشدة بأهمية فهم أصل هذا النزاع وتعقيداته حتى نتمكن من معالجته بفعالية والعمل على إيجاد حل يحترم حقوق وكرامة جميع الأطراف المعنية.

إن كرمكم ودعمكم ضروريان لعملنا.
بمساعدتكم، يمكننا أن نرفع أصواتنا ونرفع الوعي بالوضع في الصحراء الغربية ونقدم المساعدة الإنسانية لمن يحتاجها وندعو إلى حل سلمي وعادل للنزاع.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار