back to top
10 نوفمبر 2025

مدى التهديد الجهادي: هذه هي الجماعات الإرهابية المتواجدة على أبواب باماكو

تابع القراءة

لحبيب عبد الحي


مدريد (ECS).— تشهد منطقة الساحل الإفريقي تصاعدًا غير مسبوق في الهجمات الإرهابية خلال الأشهر الأخيرة، خاصة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو. ورغم الجهود التي تبذلها المجالس العسكرية الحاكمة في هذه الدول، فإنّ العنف الجهادي ما يزال في ازدياد نتيجة حالة عدم الاستقرار والسياسات الفاشلة المتبعة من قبل هذه الأنظمة التي شكّلت ما يُعرف بـ تحالف دول الساحل (AES). وركّزت هذه الدول في استراتيجيتها العسكرية على محاربة حركات أزواد في شمال مالي، بدلًا من مواجهة الجماعات الإرهابية التي تنتشر قرب عواصمها.

و تحوّلت منطقة الساحل الإفريقي إلى أحد أبرز بؤر الإرهاب في العالم، حيث شهدت مالي خلال الأشهر الماضية توسعًا لافتًا في نشاط الجماعات المسلحة، و خاصة نصرة الإسلام و المسلمين. ولتفسير هذا التحول، لا بد من التعرّف على طبيعة وتركيبة أبرز الجماعات الجهادية الناشطة في منطقة الساحل و في مالي خاصة.

جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM)

نبذة تاريخية عن تكشل هذه الجماعة: في 2 مارس سنة 2017، ظهر فيديو مشترك أعلن فيه زعماء أربع جماعات جهادية— منضوية تحت لواء تنظيم القاعدة— توحّدهم تحت اسم: “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”. و من أبرزها هذه الجماعات و أهمها:

1. أنصار الدين بقيادة إياد أغ غالي (الذي أصبح لاحقًا زعيم نصرة الإسلام والمسلمين). 

2. المرابطون بقيادة مختار بلمختار (انشق جزء من هذه المجموعة لاحقًا و إلتحق بداعش في مينكا، وبقي جزء موالٍ لكتيبة الصحراء). 

3. إمارة الصحراء التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بقيادة أبو مصعب عبد الودود (دروكدال). 

4. جبهة تحرير ماسينا بقيادة أمادو كوفا، التي كانت تنشط بين الفولاني في ولاية موبتي، وسط مالي.

وأعلنوا مبايعتهم لزعيم تنظيم القاعدة في ذلك الوقت أيمن أيمن الظواهري، ولزعيم القاعدة آنذاك في المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال (أبو مصعب عبد الودود).

الساحل: الجماعات الجهادية على أبواب باماكو

و تُعدّ نصرة الإسلام والمسلمين التحالف الأوسع في منطقة الساحل. تضم أربعة فصائل تابعة لتنظيم القاعدة: أنصار الدين، المرابطون، جبهة تحرير ماسينا، وإمارة تمبكتو. يقود الجماعة الآن إياد أغ غالي (أبو الفضل)، الذي قسّم الأراضي المالية إلى ست مناطق عسكرية رئيسية:

• منطقة ماسينا (موبتي) – يقودها أمادو كوفا من عرقية الفولاني.

• إمارة الصحراء (تمبكتو) – كان يقودها حتى 11 مارس 2025 طلحة الليبي (أبو هند)، ويخلفه حاليًا عبد الرحمن الجزائري.

• منطقة أربيندا – على الحدود بين مالي وبوركينا فاسو، و كان يقودها أبو حمزة الشنقيطي الذي قُتل مؤخرًا في هجوم بين كيدال وتمبكتو.

• منطقة ميناكا – شرق مالي، يقودها فكنان أغ تاكي (من الطوارق).

• منطقة غاو – شمال شرق البلاد، يقودها حمزة تبنكورت.

• منطقة كيدال – أقصى شمال مالي، يقودها سيدان أغ هيتا (أبو عثمان الأنصاري)، وهو الذراع اليمنى لإياد أغ غالي.

كما تمتلك نصرة الإسلام والمسلمين وحدتين للدعم اللوجستي تُعرفان بـ كتيبة غورما وكتيبة ميمة، مهمتهما توفير الإمدادات وإدارة ملف الرهائن.

أبرز الفصائل التابعة لتنظيم القاعدة في الساحل بقيادة الجزائري أبو عبيدة يوسف العنابي، وتشمل:

• أنصار الدين: مقرها في كيدال وتمتد حتى حدود الجزائر، وقد أنشأت مؤخرًا أربع وحدات عسكرية خفيفة.

• جبهة ماسينا: تُعرف أيضًا بـ جبهة تحرير ماسينا، بقيادة أمادو كوفا، وتُعدّ الأكبر من حيث العدد والنفوذ.

• كتيبة خالد بن الوليد: تُعرف بـ أنصار الدين – الجنوب، بقيادة سليمان كيتا، وتنشط من شرق باماكو حتى حدود بوركينا فاسو.

• لواء ضفة نهر النيجر الجنوبية: بقيادة المنصور أغ الغسام، وينتشر من جنوب تمبكتو إلى موبتي.

مثلث الرعب، الأخطر في إفريقيا

تُوصف المنطقة الحدودية بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو، منطقة ليبتاكو-غورما، بأنها “المثلث الأخطر” في القارة، حيث تنشط فيها الجماعات الإرهابية بشكل مكثف. وقد ازداد نشاط هذه التنظيمات بعد الانقلاب العسكري في النيجر في أكتوبر 2023، إذ أصبح تنظيم داعش في ولاية الساحل لاعبًا رئيسيًا، يفرض نفوذه على مناطق واسعة شمال شرق مالي وغرب بوركينا فاسو.

تُسجَّل أغلب هجمات داعش في ميناكا وتيلابيري (غرب النيجر)، كما بدأ التنظيم يوسّع نشاطه نحو دول خليج غينيا مثل بنين وتوغو وساحل العاج. أما الجماعات التابعة للقاعدة، فقد بدأت بدورها التمدد نحو إفريقيا جنوب الصحراء، لاسيما شمال بنين حيث تحاول استقطاب وتجنيد عناصر جديدة.

الساحل: بؤرة الإرهاب العالمي

يشير التقرير الشهري الأخير لـ المركز الاستراتيجي للدفاع والأمن (CEDyS) إلى ارتفاعٍ ملحوظٍ في نشاط الجماعات الإرهابية خلال شهر أكتوبر، مما يؤكد اتساع نطاق عملياتها حتى الوصول إلى مشارف العاصمة باماكو.

في مالي، رسّخت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM) نفوذها عبر استراتيجية “الجهاد الاقتصادي”، ما كشف ضعف الدولة وأفقد الحكومة العسكرية شعبيتها. أدّت أزمة الوقود الأخيرة إلى شلل اقتصادي تام، حيث دمّر المسلحون أكثر من 230 شاحنة وقود وأغلقوا الطرق التجارية الحيوية مثل طريق كاي – باماكو وسیکاسو – باماكو، مما أدى إلى نقص حاد في الطاقة والغذاء.

وتشير تحليلات ميدانية إلى أنّ الهدف الأساسي للمتمردين هو إظهار هشاشة النظام العسكري وزعزعة الثقة الشعبية فيه، فيما تتحدث تقارير عن مفاوضات سرّية بين الحكومة وقيادة الجماعة. كما تواجه مالي توترًا متزايدًا في صفوف جيشها، مع مؤشرات على انقسامات داخلية قد تهدد تماسك المؤسسة العسكرية.

دبلوماسيًا، تشهد العلاقات بين مالي والجزائر توترًا متزايدًا، فيما تجددت الخلافات مع موريتانيا بسبب مناوشات حدودية واتهامات متبادلة، خاصة إستفزازات عناصر الجيش المالي و مرتزقة الفيلق الأفريقي. في المقابل، رفعت نواكشوط حالة التأهب القصوى في جنوب شرق البلاد تحسبًا لأي تمدد جهادي من الجهة المالية، وسط إشراف مباشر من وزير الدفاع على تحركات الجيش.

دعم الصحافة الحرة

إن كرمكم يمكّننا من النهوض بمهمتنا والعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع.

تركز حملتنا على تعزيز العدالة والسلام وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. نحن نؤمن بشدة بأهمية فهم أصل هذا النزاع وتعقيداته حتى نتمكن من معالجته بفعالية والعمل على إيجاد حل يحترم حقوق وكرامة جميع الأطراف المعنية.

إن كرمكم ودعمكم ضروريان لعملنا.
بمساعدتكم، يمكننا أن نرفع أصواتنا ونرفع الوعي بالوضع في الصحراء الغربية ونقدم المساعدة الإنسانية لمن يحتاجها وندعو إلى حل سلمي وعادل للنزاع.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار