17 سبتمبر 2024

قبطان سابق يذكر ضباط سلاح الجو المغربي بضوابط المهنة وعواقب إستهداف المدنيين العزل في الصحراء الغربية.

تابع القراءة


واشنطن، 20 نوفمبر 2021 (ECSAHARAUI)

وجه القبطان المغربي السابق، مصطفى أديب، رسالة إلى الضباط ربابنة طائرات سلاح الجوي في الجيش المغربي، بعد تزايد جرائم إستهداف المدنيين الصحراويين العزل في تخوم الصحراء الغربية، والتي كان أبشعها مجزرة 15 نوفمبر في منطقة أغزومال راح ضحيتها 11 شاباً يمتهنون التنقيب التقليدي عن الذهب والمعادن.

وقد نبه القبطان، أديب، جنود الجيش المغربي من مغبة الوقوع في أخطاء تخالف ما ظوابط عمل ربابنة سلاح الجو، خاصة إتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على حماية المدنيين في وقت الحروب وأيضا تحت الإحتلال والأسرى، كما كان عليه الحال سابقا مع الأسرى المغاربة لدى جبهة البوليساريو، تشير الرسالة، وهذا نصها :

***

رسالة من القبطان السابق مصطفى أديب، إلى الضباط ربابنة طائرات سلاح الجو المغربي و المسماة خطأً “طائرات بدون طيار” و التي بدأت تقتل مؤخرا مدنيين عزل في الصحراء الغربية المحتلة :

رفاقي الشباب،

أنتم تعرفون من انا، و تعرفون القصة كاملة. فلا داعي إذاً لأقدم لكم نفسي.

مون كابيتان، مون ليوتنان،

لستم لوحدكم من تعلمون أنكم من خيرة ما يمكن لدولة ما “إنتاجه” بل العالم كله يعلم هذا، و يضع اعينه على تصرفاتكم حتى و أنتم لستم في ساحة “الوغى”.

تصرفاتكم، خصوصاً و أنكم ضباط، إذ تنفردون بسلطة المبادرة خلافا للجنود و لضباط الصف، هي مسؤولية ذات حدين إذ قد ترفع مقامكم و مقام شعبنا، أو قد تسيئ إليكم و إلى صورة شعبنا الصامت لأنه عاجز لأسباب كلنا نعرفها.

لذلك اود ان أذكركم بدرس لربما قد تكونوا نسيتموه، يلقنه لنا أطر مديرية التكوين العسكري بمدرسة تكوين الضباط بمراكش، و يخص إحدى اتفاقيات “جنيف” و الخاصة بحماية حقوق الإنسان الأساسية في حالة الحرب.

هذه الاتفاقية، و من بين ما تنص عليه، هو حماية المدنيين الموجودين في “ساحة المعركة” أو في “منطقة محتلة”.

فهل نسيتم، معشر الضباط، هذه الدروس ؟

هل نسيتم هذه المعاهدة ؟

هل نسيتم أن البوليزاريو كان يحترم محتواها، خصوصاً الخاص بأسرى الحرب المغاربة الذين تنكر لهم الملك السفاح الحسن الثاني؟

هل البوليزاريو له شرف و احترام للمدنيبن و للمعاهدات حتى و إن لم يوقعها، اكثر منكم ؟

إنه لعار، و لعار جليل يا رفاق !

مون كابيتان، مون ليوتنان،

كونكم تقودون تلك الطائرات من قواعد جوية بعيدة عن ساحة المعركة لا يعفيكم من ضرورة تطبيق المعاهدة.

نعم، أنتم اليوم في منئى عن السقوط في أيادي “العدو” كما سبق و وقع لرفاقنا القدامى. لكن شيم الضباط و شرفهم يمنعان عليكم منعا تاما قتل المدنيين أينما كانوا، بما في ذلك منطقة الحرب. و هنا أريد أن اسألكم سؤالا يتهرب منه الجميع:

هل نحن فعلاً في حرب؟

اين هو إذاً اعلان الحرب؟

و من وقع عليه؟

و متى نشر في الجريدة الرسمية؟

طبعاً، نحن في حرب غير معلنة. و بذلك فإن كل ما تقومون به هو خارج عن القانون المغربي قبل القانون الدولي.

مون كابيتان، مون ليوتنان،

ألا يمكنكم طلب معلومات أكثر عن طبيعة الأهداف قبل استهدافها؟

ألا يمكنكم طلب صور جوية للأهداف ملتقطة من طرف طائرات الاستطلاع حتى تتأكدوا من أن الأهداف هي ليست مدنية؟

طبعاً لا يمكنكم الإعتماد على صور اقمار الدكتاتور المجرم محمد السادس الفضائية لأنها لن تفيدكم في شيئ. لكن يمكنكم طلب معلومات ميدانية، من مصادر بشرية أو آلية، حتى لا تقتلوا مدنيين عزل حتى و إن تواجدوا في منطقة حرب.

إنها جريمة لا تغتفر أيها الضباط.

ألا يمكنكم رفض الأوامر الغير قابلة للتنفيذ، و أنتم تتمتعون بالصفة الضبطية العسكرية، و بسلطة المبادرة، و بالحق في تنفيذ الأوامر ب “ذكاء” كما جاء في قانون الإنضباط داخل القوات المسلحة المغربية؟

ألستم أنتم من تصح عليهم في زمننا هذا : إنكم خير أمة اخرجت للناس ؟ ام أنا مخطئ ؟

مون كابيتان، مون ليوتنان،

أنتم تعلمون أنه في المغرب، لما يقوم فريق إعدام برمي الرصاص على محكوم بالاعدام، فإن من بين البندقيات تكون هناك بندقية واحدة، واحدة فقط، بها رصاصة بيضاء، و لا يعرف اي أحد من الرماة من عنده تلك البندقية. و الهدف من هذا هو أنه بعد الضغط على الزناد و قتل المحكوم عليه بالاعدام، فإن كل جندي من بين الرماة يوهم نفسه انه هو من أطلق تلك الرصاصة البيضاء، حتى يستطيع النوم و العيش و ضميره مرتاح (لأنه في الحقيقة يطلق النار على مدني غير مسلح اعزل و مقيد)

فهل أنتم ايضاً توهمون نفسكم أنكم لستم أنتم من يقتل المدنيين؟

مون كابيتان، مون ليوتنان،

ربما لما تسمعون الناس يقولون أن طائرة بدون طيار قد قصفت مدنيين عزل، ربما تعجبكم جملة “بدون طيار” و كأنها تمسح عنكم المسؤولية.

لكن لا يا مون كابيتان، و يا مون ليوتنان، يا طيارين “الطائرات بدون طيار”

تلك الطائرات لها طياروها، و لها من يبرمجها. و مسؤوليتكم هي ثابتة في حقكم، بل و هي مضاعفة بسبب رتبكم و سلطكم.

و مسؤولياتكم أنتم ترونها كل صباح أمام المرآة، و تعلمون جيداً أن الرصاصة البيضاء لم تكن، و لن تكون، من حظكم في هذه المهام.

فعودوا الى رشدكم، و إلى شيمكم، و إلى شرفكم.

مصطفى أديب،
ضابط سابق في سلاح الجو المغربي
معتقل تعسفي سابق في سجون الدكتاتور المجرم محمد السادس
طالب لجوء لدى دولة الولايات المتحدة الأمريكية.




وقد كشف التحقيق الذي أعده طاقم ECSAHARAUI، حول جريمة إغتيال 13 مدنيا صحراويا في ثلاث مناطق مختلفة بالأراضي المحررة في الصحراء الغربية، إرتكبها جيش الإحتلال المغربي بطائرة بدون طيار طراز “Bayraktar TB2” وبصواريخ “MAM-L” حصل عليهم مؤخرا من تركيا.  

دعم الصحافة الحرة

إن كرمكم يمكّننا من النهوض بمهمتنا والعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع.

تركز حملتنا على تعزيز العدالة والسلام وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. نحن نؤمن بشدة بأهمية فهم أصل هذا النزاع وتعقيداته حتى نتمكن من معالجته بفعالية والعمل على إيجاد حل يحترم حقوق وكرامة جميع الأطراف المعنية.

إن كرمكم ودعمكم ضروريان لعملنا.
بمساعدتكم، يمكننا أن نرفع أصواتنا ونرفع الوعي بالوضع في الصحراء الغربية ونقدم المساعدة الإنسانية لمن يحتاجها وندعو إلى حل سلمي وعادل للنزاع.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار