مدريد، 22 نوفمبر 2021 (ECSAHARAUI)
تتعرض منذ الأسبوع الماضي المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان، سلطانة خيا، لحملة شعواء أطلقها أجهزة دولة الإحتلال المغربي، تدعو إلى إعتقالها بتهمة حمل السلاح والتحريض ضد القوات المغربية في الصحراء الغربية.
الحملة المغرضة، وفق تحقيقات لـ”ECSAHARAUI” إنطلقت من مكتب البعثة المغربية في الأمم المتحدة، حيث أشهر ممثل المغرب عمر هلال مجموعة من الصور المفبركة يدعي بموجبها أن جبهة البوليساريو تعمل على “تجييش الأطفال” ويتهم سلطانة خيا بـ”تلقي تدريبات على حمل السلاح” إلى جانب نشطاء حقوقيين آخرين من الاراضي المحتلة خلال زيارات سابقة لمخيمات اللاجئين الصحراويين والأراضي المحررة.
ومنذ تركيز مندوب الإحتلال لدى الأمم المتحدة على قضية سلطانة خيا، إنطلقت حملة أخرى موازية على مستوى المغرب في منصات التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام و “المؤثرين” تدعو إلى إعتقالها بتهمة “الإرهاب وحمل السلاح والتحريض على إرتكاب جرائم خطيرة تمس من أمن الدولة”.
تفاصيل هذه الحملة البوليسية، تعيد إلى الأذهان الحملات الشعواء التحريضية التي تلت أحداث مخيم أكديم إزيك على وسائل الإعلام وأيضا مختلف المحطات التي شهدتها الأراضي المحتلة منذ 2005 إلى الحين، وكان آخر فصولها ما تعرض له الناشط الصحراوي على منصات التواصل الإجتماعي فيصل البهلول الذي سلمته السلطات الإسبانية بطريقة غير قانونية إلى أجهزة الإحتلال لمحاكمته بنفس التهم الملفقة الموجهة إلى المدافعة عن حقوق الإنسان سلطانة خيا.
لقد ظلت الناشطة الصحراوية سلطانة خيا وعائلتها على مدار عام كامل من الحصار والإقامة الجبرية غير القانونية في منزلهم بمدينة بوجدور المحتلة، عرضةً لأبشع أشكال التعذيب الجسدي والنفسي والإغتصاب بهدف إرغامها على التخلي عن معركة رفع العمل الوطني التي تخوضها على سطح منزلها، كنوع من التعبير الحضري السلمي عن رفض الإحتلال والتشبث بالحق الشرعي لكل الصحراويين في الحرية والإستقلال.
وإلى جانب مسلسل من الإعتداءات الوحشية ومحاولات التصفية الجسدية، تعرضت الناشطة سلطانة خيا للإصابة بكوفيد19، عن قصد من قبل عناصر تابعة لأجهزة الإحتلال المغربي، خلال الهجوم على المنزل في 22 غشت الماضي، أين جرى خنقها بقطعة قماش بمادة كريهة، وتعريضها للضرب المبرح والتحرش الجنسي. وفي 8 نوفمبر كانت عرضة للحقن بمادة مجهولة خلال مداهمة فرق أمنية للمنزل في حدود الساعة الخامسة والنص صباحًا والإعتداء أيضا على كل أفراد العائلة بما في ذلك والدتها المُسنة، ورمي مواد كريهة في كل أرجاء المنزل.
لا يوجد تفسير آخر للحملة المغرضة التي تتعرض لها الناشطة الصحراوية سلطانة خيا، إلا بإنتقال أجهزة الإحتلال المغربي من لغة التعذيب والترهيب ومحاولات التصفية الجسدية إلى خيار الإعتقال بتهم ثقيلة بهدف وضع حد للمعركة الحضرية السلمية التي تقودها سلطانة خيا من على سطح منزل عائلتها في بوجدور المحتلة منذ 19 نوفمبر 2020، والتي وصل صداها مختلف أصقاع العالم وشاشات القنوات التلفزية ووسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية الدولية.