مدريد، 01 نوفمبر 2020 (ECSAHARAUI)
تشهد منطقة شمال إفريقيا توترات متزايدة بين المغرب والجزائر من جهة بسبب الحدود المغلقة ومن جهة أخرى بين المغرب وجبهة البوليساريو في أحد النزاعات الدولية من أجل السيادة على الصحراء الغربية المدرجة في جدول أعمال اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة الخاصة بتصفية لإستعمار، بإعتبارها إقليم غير محكوم ذاتيا.
لا أحد يمكنه إنكار وجود صراع في منطقة الصحراء الغربية بين النظام المغربي والشعب الصحراوي الممثل في جبهة البوليساريو، وكل طرف مصمم على مطالبه رغم كل محاولات إيجاد الحلول الوسطى، ومثل أي صراع في أي منقطة في العالم وجب النظر بشكل أدق لخلفياته و”القوى المتصارعة ” جبهة البوليساريو خلفها الجزائر و عدة دول أخرى، فيما المغرب خلفه فرنسا والكيان الصهيوني “إسرائيل” بدعم كلي و غير مشروط
فمن المعروف أن العلاقات المغربية الإسرائيلية ممتازة وهي أقدم علاقة بين إسرائيل و دولة عربية أخرى والجميع يعلم الرواية الشهيرة بسماح المغرب لجهاز المخابرات الإسرائيلي بالتجسس على إجتماع جماعة الدول العربية سنة 67 المنعقد في المغرب إبان الحرب العربية الإسرائيلية…إلخ”
وفي خضم الإستعداد لأي طارئ في ظل تشبث طرفي النزاع في الصحراء الغربية بمطالبه وفشل خطة التسوية، تواصل الرباط البحث عن دعم إضافي عسكري للدعم الممنوح من قبل فرنسا، لهذا غرض قدمت إسرائيل معدات عسكرية متطورة من بينها طائرة بدون طيار (Heron) صنع إسرائيلي، إلا أن هذا النوع من الطائرات لن يُستخدم ضد الجيش الصحراوي، فالمغرب عاجز كليا عن إستخدام هذا النوع من الطائرات العسكرية التي تتطلب نظام إتصالات وقيادة متكامل” خاصة قمر صناعي للإتصالات في المدار (GEO) على إرتفاع 36 ألف كيلومتر وهو ما لا يملكه المغرب، وبالتالي إستحالة قدرة الجيش المغربي على تشغيل وتسيير وتوجيه الطائرات بدون طيار ميدانيا بواسطة نظام (GPS) وهو توجيه هاوي غير كافي في المجال العسكري ولايمكن القدرة على تسليم وإستلام المعلومات بين الدرون ومركز القيادة في اللحظة ذاتها.
وبالتالي فإن الشق المتعلق بطائرة بدون طيار، لا خيار أمام المغرب إلا زيادة تكلفت الصفقة، فمثل ماقامت به إسرائيل مع أذربيجان، سيضطر المغرب أيضا السماح لإسرائيل بالإشراف الشخصي على نظام تسيير الطائرات بدون طيار من قبل ضباط إسرائيليين من داخل الأراضي المغربية.
أما فيما يخص الدعم الممنوح من قبل فرنسا، فإن السنوات القادمة سيشهد نقصا كبيرا، وذلك راجع إلى عدد الجبهات التي فتحتها فرنسا على نفسها في كل من “ليبيا، مالي، سوريا، العراق، لبنان والبحر المتوسط مع تركيا إحدى البلدان التي يثير إمتدادها قلق باريس.
من جانب أخر، هذه التحولات تُلزم جبهة البوليساريو والقيادات العليا للجيش الصحراوي الأخذ بعين الاعتبار دراسة معمقة لأسلوب وتكتيك الجيش الإسرائيلي في معاركه في غزة ولبنان وأذربيجان وسوريا لأن المعركة مستقبلًا ستكون مباشرة مع الضباط الإسرائيليين وليس المغاربة.