بئر لحلو، 01 نوفمبر 2020 (ECSAHARAUI)
بعث الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي بإسم الجمهورية ونيابة عن الشعب الصحراوي، ببرقية تهنئة إلى شقيقه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ومن خلاله الشعب الجزائري الشقيق، بمناسبة حلول الذكرى الـ 66 لإندلاع ثورة التحرير الجزائرية ضد الإستعمار الفرنسي في الفاتح من نوفمبر 1954.
وقال الرئيس الصحراوي في رسالته “أن ثورة الفاتح من نوفمبر صنع من خلالها الشعب الجزائري رصيداً خالداً، وطنياً وعالمياً، قوامه البطولة والتضحية بكل شيء من أجل الحرية والكرامة والاستقلال. إستحقت (الثورة) بجدارة لقب ثورة المليون ونصف المليون شهيد، وجعلت الجزائر مكة للثوار وقِبلة للأحرار، بعد أن مرغت أنوف الاستعماريين في وحل الهزيمة النكراء، وقدمت لشعوب العالم أروع دروس المقاومة والصمود، حتى غدت نبراساً ومثالاً يحتذى، ودليلاً قاطعاً وبرهاناً ساطعاً على أن ليل الظلم والغطرسة والطغيان لا بد منقشع بفجر التحرر والانعتاق.
كما جاء فيها أيضا “إن الشعب الصحراوي لا يمكن إلا أن يتقدم، بكل فخر وإعتزاز، إلى شقيقه الجزائري بأحر التهاني وأصدق الأماني ويعبر، في الوقت نفسه، عن جزيل الشكر وعميق تقدير وكامل الامتنان، إزاء الموقف المبدئي المشرف والراسخ للجزائر العظيمة، شعباً وحكومة، المجسد في الدعم اللامشروط لكفاحه العادل من أجل الحرية والاستقلال. وهو موقف تضيف -الرسالة- ليس بغريب على هذا البلد العظيم، الداعم لكل قضايا التحرر في العالم، المنسجم مع نفسه وتاريخه ومبادئ وقيم ورسالة الأول من نوفمبر المجيدة، ومع ميثاق وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
وفيما يلي النص الكامل لرسالة التهئنة.
يطيب لي، باسم شعب وحكومة الجمهورية الصحراوية، وباسمي الخاص، أن أتوجه إلى سيادتكم، ومن خلالكم إلى الشعب الجزائري الشقيق، بأصدق عبارات التهنئة والتبريك بمناسبة حلول الذكرى السادسة والستين لاندلاع ثورة الأول من نوفمبر المجيدة.
إنها ثورة الفاتح من نوفمبر التي صنع من خلالها الشعب الجزائري رصيداً خالداً، وطنياً وعالمياً، قوامه البطولة والتضحية بكل شيء من أجل الحرية والكرامة والاستقلال. إنها الثورة التي استحقت بجدارة اسم ثورة المليون ونصف المليون شهيد، وجعلت الجزائر مكة للثوار وقِبلة للأحرار، والتي مرغت أنوف الاستعماريين في وحل الهزيمة النكراء، وقدمت لشعوب العالم أروع دروس المقاومة والصمود، حتى غدت نبراساً ومثالاً يحتذى، ودليلاً قاطعاً وبرهاناً ساطعاً على أن ليل الظلم والغطرسة والطغيان لا بد منقشع بفجر التحرر والانعتاق.
ففي وقت كانت فيه القوة الاستعمارية الفرنسية تعد العدة وتضع الخطط لمقام أبدي على أرض الجزائر، وتحلم بجعلها أرضاً فرنسياً ممتدة في إفريقيا، قررت ثلة من أبناء الشعب الجزائري الأفذاذ إشعال فتيل الثورة التي سرعان ما امتد لهيبها، بزخم جماهيري شعبي عارم، إلى كل بقعة من التراب الوطني الجزائري، لتشتعل تحت أقدام المستعمرين، بركاناً من الرفض القاطع والغضب الجارف.
وفي فترة وجيزة، بالكاد تعدت الست سنوات، استطاع المجاهدون الأبطال في قمم الجبال والمناضلون في كل أحياء ومدن ومداشر وقرى البلاد، رجالاً ونساءً، شيباً وشباباً، أن يفرضوا الهزيمة والجلاء على فرنسا، المدججة بأحدث الأسحلة وأخطرها، والمدعومة من أكبر قوة قائمة في العالم، ممثلة في حلف شمال الأطلسي.
وها هي سنة أخرى تنقضي من تاريخ الجزائر، الزاخر بالبطولات والمآثر، وها هو الشعب الجزائري يدون فيها ملحمة جديدة وهو يقبل، في نفس يوم إعلان الثورة المجيدة، على التصويت بكل حرية وسيادة في استفتاء تاريخي على دستور جديد، في محطة ديمقراطية متميزة، يروم من خلالها تحقيق نقلة نوعية وشاملة، تمتح من المعين النوفمبري التليد، على درب بناء جزائر قوية، موحدة، مزدهرة، شامخة بين الشعوب والأمم.
ولا يمكن للشعب الصحراوي إلا أن يتقدم، بكل فخر واعتزاز، إلى شقيقه الجزائري بأحر التهاني وأصدق الأماني ويعبر، في الوقت نفسه، عن جزيل الشكر وعميق تقدير وكامل الامتنان، إزاء الموقف المبدئي المشرف والراسخ للجزائر العظيمة، شعباً وحكومة، المجسد في الدعم اللا مشروط لكفاحه العادل من أجل الحرية والاستقلال. وهو موقف ليس بغريب على هذا البلد العظيم، الداعم لكل قضايا التحرر في العالم، المنسجم مع نفسه وتاريخه ومبادئ وقيم ورسالة الأول من نوفمبر المجيدة، ، ومع ميثاق وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
والشعب الصحراوي الذي لا زال يعاني من الظلم والجور، جراء احتلال أجزاء من ترابه الوطني من طرف المملكة المغربية، وبدعم صريح ومباشر من نفس القوة الاستعمارية الفرنسية، إنما يستلهم من ثورة الأول من نوفمبر المجيدة وأبطالها الميامين صورة المقاومة والصمود والتحدي، وسيمضى على درب الكفاح، بكل السبل المشروعة، حتى التتويج الحتمي باستكمال سيادة دولته، الجمهورية الصحراوية، على كامل ترابها الوطني.
ونحن نترحم على أرواح شهداء الثورة الجزائرية والمقاومة الجزائرية عبر العصور، فإننا نجدد لكم، السيد الرئيس والأخ العزيز، أحر التهاني بهذه المناسبة، والتي ستشهد كذلك تدشين جامع الجزائر، كصرح حضاري جديد، سائلين العلي القدير أن يمدكم بالصحة والعافية والتوفيق والسداد، وأن ينعم على الجزائر الشقيقة بمزيد القوة والمنعة والسؤدد والنماء والازدهار والرخاء، وتقبلوا أسمى عبارات التقدير والاحترام.