غوتيريش إلى مجلس الأمن : “الوضع الحالي في الصحراء الغربية يعيق أي تقدم نحو التوصل إلى حل سياسي للنزاع يضمن للصحراويين تقرير المصير”

عالي إبراهيم محمد

نيويورك – 6 أكتوبر 2025 – أعرب الامين العام للامم المتحدة، انطونيو غوتيريش، في تقريره إلى مجلس الامن عن الحالة في الصحراء الغربية، عن قلقه العميق إزاء الوضع في الصحراء الغربية والظروف الراسخة على الأرض التي لا تزال تعوق إحراز تقدم نحو التوصل إلى حل سياسي للنزاع.

وجاء في الملاحظات والتوصيات إلى مجلس الامن، بالتزامن مع حلول الذكرى الخمسين للنزاع، التي تصادف نوفمبر 2025، ندعو إلى بذل جهود متجددة من أجل تسريع حل هذا النزاع الطويل الأمد، مشدداً و بإلحاح على كسر حالة الجمود، من أجل مصلحة شعب الصحراء الغربية وتطلعاته، وللحفاظ على الاستقرار وتعزيز التنمية في المنطقة وخارجها.

كما نبه، غوتيريش إلى اهمية دعم جهود الأمم المتحدة للتيسير، من أجل تغيير مسار العملية نحو حل سياسي عادل ودائم ومقبول للجميع يكفل تقرير مصير شعب الصحراء الغربية وفقا لقرارات مجلس الأمن 2440 (2018) و 2468 (2019) و 2494 (2019)، 2548 (2020)، 2602 (2021)، 2654 (2022)، 2703 (2023) و 2756 (2024).

إلى ذلك يضيف الامين العام في تقريره، “لقد انقضت قرابة خمس سنوات منذ استئناف الأعمال العدائية، التي لا تزال تشكل خطراً متزايداً بالتصعيد وتقوض الاستقرار والازدهار في منطقة المغرب العربي ككل. وعلاوة على ذلك، فإنني أشعر بالقلق إزاء تزايد حوادث في المناطق والأنشطة المدنية أو بالقرب منها، وفي المناطق المجاورة مباشرة لمباني بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية وفي المناطق التي تنفذ فيها البعثة عملياتها”.

تقرير الامين العام للامم المتحدة (الصحراء الغربية)

وقد جدد السيد التذكير بما وصفه “الأهمية بمكان وقف جميع الأعمال العدائية على الفور وإعادة إحياء وقف إطلاق النار بشكل كامل، وبذل كل جهد ممكن لحماية أمن وسلامة موظفي بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية ومواقع فرقها”.

وفيما يخص جوار الصحراء الغربية،. وجه التقرير نداءًا إلى الدول المجاورة من اجل لعب دور حاسم في التوصل إلى حل لقضية الصحراء الغربية، لكونه سيعود بالفائدة على أمنها و آفاق تنميتها، مشيراً في هذا الصدد لعدم حدوث تحسن ملموس في العلاقات بين الجزائر والمغرب، مشجعا كلاهما على تجديد الجهود الرامية إلى التعاون الإقليمي.

أمام بخصوص ظروف عمل بعثة الامم المتحدة للإستفتاء في الصحراء الغربية، جدد الامين العام، على ضرورة إتخاذ طرفي النزاع كل الاحتياطات اللازمة لتجنب وقوع حوادث في المناطق المدنية المجاورة أو في مقرات البعثة، مع رفع جميع القيود عن البعثة، بما في ذلك رحلات الاستطلاع التي تقوم بها طائرات الهليكوبتر والاتصالات المباشرة المنتظمة مع قيادة البعثة.

وفي الشق المتعلق بمخيمات اللاجئين الصحراويين، يشير التقرير إلى إستمرار الحالة الإنسانية المزرية، بعد خمسين عاماً من النزوح، حيث لا يزال اللاجئون الصحراويون يعتمدون على المساعدات الإنسانية. ولا تزال فرص الاعتماد على الذات محدودة بسبب الظروف المناخية القاسية في الصحراء الكبرى ونقص التمويل في سياق الأزمة العالمية للتمويل الإنساني، الذي تسبب في سوء التغذية الشديد والضعف بين النساء والأطفال، داعيا في هذا الجانب، المانحين لزيادة مساهماتهم في خطة الاستجابة الحالية والمقبلة للاجئين الصحراويين.

أما بخصوص الوضع في الأراضي المحتلة، يُعيد الأمين العام للامم المتحدة، التعبير القلق إزاء استمرار عدم تمكن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان من الوصول إلى الإقليم، داعيا الحكومة المغربية مرة أخرى إلى احترام وحماية وتعزيز حقوق الإنسان لجميع السكان في الصحراء الغربية، بما في ذلك معالجة القضايا المعلقة المتعلقة بحقوق الإنسان، وضمان الوصول إلى العدالة والمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان، بالإضافة لزيادة التعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان وآليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وتسهيل بعثات الرصد التي تقوم بها لضمان حماية جميع الأشخاص في الصحراء الغربية.

وإختتم الامين العام للامم المتحدة، التوصيات الموجهة إلى مجلس الامن، بالثني على مبعوثه الشخصي للصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، لجهوده المتواصلة، ولممثله الخاص للصحراء الغربية ورئيس بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، ألكسندر إيفانكو، وكذلك قائد قوة البعثة، اللواء محمد فخر الدين أحسان، على قيادتهما المتفانية للبعثة، في ظل ظروف وصفها بالصعبة والمليئة بالتحديات.