back to top
20 أكتوبر 2025

النزاع في الصحراء الغربية يهدد بإشعال حرب “شاملة” إذا فشلت وساطة الأمم المتحدة

تابع القراءة

خطر التوتر يعود إلى المنطقة المغاربية


مدريد (ECS) – عاد ملف الصحراء الغربية ليشغل الاهتمام الدولي وسط مخاوف من اندلاع صراع جديد في شمال إفريقيا. ففي اجتماع لمجلس الأمن الدولي، اقترح المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا استئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو بمشاركة الدولتين المراقبتين الجزائر و موريتانيا قبل نهاية عام 2025، وفقًا لمصادر خاصة تحدثت إلى ECSaharaui.

وحذر دي ميستورا من أن فشل المسار السياسي قد يقود إلى مواجهة عسكرية ستكون لها تداعيات خطيرة على المستويين الإقليمي والدولي.

تأتي هذه التحركات في سياق الذكرى الخمسين لاجتياح وبداية الاحتلال العسكري للمستعمرة الإسبانية السابقة، ومع اقتراب انتهاء ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)، بينما تبرز دعوات داخل الأمم المتحدة إلى تجديد المقاربة السياسية بما في ذلك اتخاذ قرارات أكثر جرأة لتجنب انفجار الوضع الهش في المنطقة المغاربية.

مشاورات محمومة تقودها الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا على مستوى الأمم المتحدة لفرض الإحتلال المغربي للصحراء الغربية بشكل نهائي

وخلال الاجتماع المغلق الذي عقد في 10 أكتوبر الماضي بمقر مجلس الأمن، شدد دي ميستورا على ضرورة إطلاق مفاوضات مباشرة بين المغرب والبوليساريو، بحضور كل من الجزائر وموريتانيا، قائلاً: “أحث على استئناف الحوار للتوصل إلى اتفاق عادل ومستدام.”

لا يزال النزاع في الصحراء الغربية مصدر توتر جيوسياسي مزمن. فقد جددت الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها “حلاً واقعياً”، في حين تبدي روسيا والصين مواقف أكثر تحفظًا. أما الجزائر، فتؤكد تمسكها بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير عبر استفتاء تشرف عليه الأمم المتحدة.

وأشار دي ميستورا إلى تزايد الدعم الغربي للخطة المغربية، لكنه أوضح أن الخطة “ما تزال بحاجة إلى توضيحات”، مشددًا على أن الحل الوحيد يكمن في استئناف مفاوضات مباشرة وشاملة بين طرفي النزاع.

ورغم تطمينات القوى المؤثرة في مجلس الأمن بشأن استمرار عمل بعثة المينورسو، حذر المبعوث الأممي من خطر التصعيد العسكري الوشيك في ظل تعثر عملية السلام وضعف الإرادة السياسية، مؤكدًا الدور الحاسم الذي يمكن أن تلعبه دول مثل الولايات المتحدة، فرنسا، المملكة المتحدة، روسيا وإسبانيا، إلى جانب المشاركة المحايدة و النشطة لموريتانيا.

وأكد دي ميستورا، على غرار أسلافه، أهمية أن يعيد مجلس الأمن التأكيد على دور بعثة المينورسو، واعتبار مرور خمسين عامًا على اندلاع النزاع فرصة لإطلاق عملية سلام حقيقية قبل أن تُغلق نافذة الحل السلمي نهائيًا.

ومن المنتظر أن تعمم الولايات المتحدة هذا الأسبوع مسودة قرار حول الصحراء الغربية على بقية أعضاء مجلس الأمن، تمهيدًا لبدء مشاورات صعبة مع روسيا والصين بهدف التوصل إلى صيغة توافقية قبل عرضها للتصويت في جلسة علنية.

وبحسب جدول أعمال المجلس، من المقرر عقد جلسة التصويت على القرار في 30 أكتوبر الجاري، أي قبل يوم واحد من انتهاء ولاية بعثة المينورسو التي جرى تمديدها العام الماضي بموجب القرار رقم 2756 (2024).

دعم الصحافة الحرة

إن كرمكم يمكّننا من النهوض بمهمتنا والعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع.

تركز حملتنا على تعزيز العدالة والسلام وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. نحن نؤمن بشدة بأهمية فهم أصل هذا النزاع وتعقيداته حتى نتمكن من معالجته بفعالية والعمل على إيجاد حل يحترم حقوق وكرامة جميع الأطراف المعنية.

إن كرمكم ودعمكم ضروريان لعملنا.
بمساعدتكم، يمكننا أن نرفع أصواتنا ونرفع الوعي بالوضع في الصحراء الغربية ونقدم المساعدة الإنسانية لمن يحتاجها وندعو إلى حل سلمي وعادل للنزاع.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار