back to top
31 أكتوبر 2025

أمريكا تتراجع والمغرب يُصدم: تقرير المصير يفرض نفسه من جديد

تابع القراءة

 الصالح لحبيب الحافظ | رأي


مدريد (ECS).— لم يكن الانتصار الأخير لمبدأ تقرير المصير للشعب الصحراوي مفاجئًا للمتابعين، إذ كانت الشرعية الدولية مرشحة للانتصار في نهاية المطاف، غير أن الصدمة الكبرى كانت من نصيب الجانب المغربي الذي كان يعوّل على صدور قرار مخالف، بعدما استنفد كل أوراقه في محاولة شرعنة الاحتلال وإضفاء المشروعية عليه.

ستة تغييرات رئيسية أُدخلت على مشروع القرار الأمريكي حول الصحراء الغربية

حتى الإدارة الأمريكية الحالية لم تكن تتوقع حجم المواجهة والصد الذي تلقّته من حلفاء الشعب الصحراوي، بقيادة الجزائر، حيث اكتشفت أن ضغوطها الفردية اصطدمت بكتلة متماسكة ومتمسكة بالشرعية الدولية، قادرة على ردع أي محاولة لفرض الأمر الواقع.

وقد أكدت هذه المواجهة مجددًا أن القضية الصحراوية ليست ملفًا عابرًا، بل قضية عميقة الجذور ذات أبعاد قانونية وسياسية وإنسانية كبيرة، وأن الشعب الصحراوي يمتلك قوة تمسك وإصرار لا يمكن تجاهلها.

أما بالنسبة إلى الأمم المتحدة، فمن المؤكد أنها لن تغامر بمصداقيتها وشرعيتها الدولية لإرضاء ضغوط مؤقتة أو نزوات سياسية، خاصة في ظل إدارة أمريكية مرتبكة قد تتغير قريبًا. لذلك جاء الموقف الأممي متوازنًا، محافظًا على جوهر قراراته السابقة ومبدأ تقرير المصير الذي يشكل حجر الزاوية في مسار التسوية.

من جهة أخرى، تسعى دولة الاحتلال المغربي إلى تسويق الهزيمة كنجاح، محاولة القفز على الواقع والتركيز على ما قد يحدث مستقبلاً لتغطية الفشل الحالي، وهي استراتيجية مألوفة في مثل هذه المواقف.

روسيا والجزائر تُخضعان واشنطن إلى الشرعية الدولية و لواجب الحياد من جانب أعضاء مجلس الأمن

إن مبدأ تقرير المصير للشعب الصحراوي لا يمكن التراجع عنه دون فتح أبواب خطيرة تمسّ جوهر النظام الدولي القائم على احترام حق الشعوب في الحرية والاستقلال.

 وقد كان موقف جبهة البوليساريو واضحًا وصلبًا في هذا الشأن، وكذلك موقف الشعب الصحراوي الذي عبّر بوضوح عن إرادته من خلال التظاهرات والمسيرات السلمية التي شهدتها مخيمات اللاجئين الصحراوية بتندوف و الجالية الصحراوية بالمهجر، والتي كان لها أثر ملموس على الموقف الدولي، بل يمكن القول إنها ساهمت في ترسيخ وتثبيت هذا المبدأ الأممي مجددًا.

إن ما حدث ليس مجرد انتصار دبلوماسي، بل تأكيد جديد على أن قضية الصحراء الغربية لا يمكن طيّها أو تجاوزها، وأن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره سيظل ثابتًا، مهما تغيرت موازين القوى أو تبدلت التحالفات.

دعم الصحافة الحرة

إن كرمكم يمكّننا من النهوض بمهمتنا والعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع.

تركز حملتنا على تعزيز العدالة والسلام وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. نحن نؤمن بشدة بأهمية فهم أصل هذا النزاع وتعقيداته حتى نتمكن من معالجته بفعالية والعمل على إيجاد حل يحترم حقوق وكرامة جميع الأطراف المعنية.

إن كرمكم ودعمكم ضروريان لعملنا.
بمساعدتكم، يمكننا أن نرفع أصواتنا ونرفع الوعي بالوضع في الصحراء الغربية ونقدم المساعدة الإنسانية لمن يحتاجها وندعو إلى حل سلمي وعادل للنزاع.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار