back to top
03 سبتمبر 2025

زلزال جبروت يعصف بإستقرار المخزن و جهاز لاديستي يفقد ثقة محمد السادس

تابع القراءة

مدريد (ECS).— نشرت منصة جبروت على تيليغرام، سلسلة تسريبات عصفت بأكبر جهاز مخابرات مغربي، إلى أن أفقده ثقة حاكم البلد محمد السادس الذي إستعانة بدوره على ما يبدو بالمخابرات العسكرية.

لقد أدرك ملك المغرب، محمد السادس، أن الأمر لا يتعلق بإشاعات وتغريدات على مواقع التواصل الإجتماعي، فالمتغير خطير و الثابت لم يعد يتحكم في زمام الأمور، و نقصد بالمتغير مجموعة جبروت التي هزت رياحها عرش اقوى جهاز مخابرات في المغرب “لاديستي“، هذا الأخير الذي عمه صمت القبور، في مشهد لم يكن المغاربة معتادين على رؤيته، أقوى جهاز يتلقى الصفعات الواحدة تلوى الأخرى منذ أن ظهرت مجموعة صغيرة على تطبيق تيليغرام تدعى “جبروت”.

الصراع على السلطة في المغرب: قراءة علمية في ديناميات الحكم والتسريبات الأخيرة

و كما يقول الله تعالى: و كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله” فإن المخزن وقف عاجزا أمام هذا المد من التسريبات و لم ينفعه المجموعات الأتباع “المخلصين” المعروفين برجال الحموشي.

هاته الحادثة غير المتوقعة جعلت أوراق الأجهزة الأمنية بالمغرب تعرف ارتباكا واضحا بدت معالمه تتضح شيئا فشيئا، إقالات و اعتقالات داخل المؤسسات المخزنية الكل أصبح خائفا يترقب على من سيأتي الدور في الأيام المقبلة.

إن الزلزال الذي أحدثه “جبروت” كان موجعا لأن الأمر لا يتعلق فقط بالنظام الحالي، بل أبعد من ذلك، إلى خليفة الملك الذي ينتظره الكل في المغرب، في ظل الحديث عن تسيير مسألة إنتقال الحكم من الأب إلى الإبن، وسط صراع ملتهب حول العملية داخل القصر بلغ صداه كل أصقاع العالم وتناقلت حيثياته وجزء من وقائعه كبرى الجرائد والقنوات العالمية.

خلافا لما كان يُعد له المخزن، كان لمنصة جبروت رأس آخر، هو كشف المستور والرفع التحدي في الكشف للمواطن و للعالم الأوراق التي كان يلعبها النظام وأجهزته الإستخباراتية. اختراق في وقت عصيب لأكير جهاز مخابرات والهدف “ولي العهد” إستهداف غير مسبوق والادهى من ذلك خطة تعتمد على تغير في هرمونات الذكورة للملك المستقبلي للمغرب، ليبقى السؤال هل الغاية “إضعاف شخصيته وجعله سهل السيطرة”

إن محاولة تخنيث ولي العهد كان بمثابة الصاعقة التي نزلت على القصر الملكي في ظرف لم يتوقع أحد أبدًا أن يكون هدفا لمجموعة داخل جهاز لاديستي المعروف عنه الولاء التام للقصر.

لن نعيد تفاصيل القصة لأن جبروت لم تقصر و تركت رصيدا معرفيا لكل من يود معرفة حيثيات الجريمة البشعة في حق ولي عهد ملك المغرب والتي لحد الساعة لم تتضح معالمها بعد ومن يقف وراء ذلك، لكن مع مرور الأيام سوف تكشف منصة جبروت عن باقي المعطيات التي تُثبت الحادثة الخطيرة.

في المغرب نسبة تقييم الخطر كانت عالية جدا، حيث رُصدت سفرية ولي العهد إلى فرنسا على وجه السرعة للكشف الطبي وإتباع برنامج تحاليل هرمونات عالي الدقة لتحقق من مدى تأثير ذلك على شخصه، فيما تم استدعاء رجل الظل المعروف باسم محمد الراجي للتحقيق معه حول ما بات يعرف بتسريبات “جبروت” التي تدينه في عمليات نصب و احتيال و مشاريع بالمليارات.

تسريبات واسعة لشخصيات أمنية كبيرة حول الملك .. من بيده السلطة في المغرب؟

في جانب آخر لهذه الحادثة، يطرح السؤال حول مدى تأثير هذه الضربة على مسألة الأمن السيبيراني لجهاد المخابرات، في وقت أسندت مهمة التحقيق لوزارة الدفاع التابعة للقوات الجيش المغربي بقيادة الجنرال عبد الله بوطريك، ما يعني بشكل أتوماتيكي سحب الثقة نهائيا من جهاز لاديستي الذي طالما قيل عنه الرقم واحد في الامن بالمغرب.

سحب بساط التحقيق على مستوى الأمن السبيراني من تحت جهاز لاديستي و تفويضه للمؤسسة العسكرية هو أمر غاية في الخطورة و يجب قرائته من عدة جوانب. ولكن الخطير هو أن المؤسسة الملكية تأكدت بكل وسائلها ان ما تروج له جبروت حقيقي و هذا في حد ذاته يعتبر فشل ذريع للمؤسسات الأمنية بالمغرب، ناهيك على أن جبروت لم تعد فقط مجموعة تنشط على موقع او تطبيق و لكن تم الاعتماد عليها كقاعدة معلومات كان لها وقع هام جدا على قرارات الملك، فتعيين الجنرال عبد الله بوطريك جاء بتوصية من الملك شخصيا مباشرة بعد تسريبات جبروت.

قضية جبروت، تحتاج للكثير من المقالات التحليلة، سيما وأن سلسلة التسريبات لم تسدل الستار، والمتوقع المزيد من المعلومات والوثائق التي تدمر ما تبقى في جهاز المخابرات المغربية، ومن المرجح أن تضرب باقي المؤسسات الأخرى بما فيها تلك المشرفة على التحقيق، ليبقى السؤال هل سيكون الجنرال بوطريك الهدف المقبل لجبروت أو سيكون رجل المرحلة الذي سيفك لغز جبروت؟

دعم الصحافة الحرة

إن كرمكم يمكّننا من النهوض بمهمتنا والعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع.

تركز حملتنا على تعزيز العدالة والسلام وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. نحن نؤمن بشدة بأهمية فهم أصل هذا النزاع وتعقيداته حتى نتمكن من معالجته بفعالية والعمل على إيجاد حل يحترم حقوق وكرامة جميع الأطراف المعنية.

إن كرمكم ودعمكم ضروريان لعملنا.
بمساعدتكم، يمكننا أن نرفع أصواتنا ونرفع الوعي بالوضع في الصحراء الغربية ونقدم المساعدة الإنسانية لمن يحتاجها وندعو إلى حل سلمي وعادل للنزاع.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار