back to top
03 سبتمبر 2025

الجمهورية الصحراوية، فاعل إقليمي في مكافحة الاتجار بالمخدرات والإرهاب و الهجرة غير الشرعية

تابع القراءة

أبوجا | ECSAHARAUI 

إختتمت في أبوجا، عاصمة نيجيريا، يوم الخميس الماضي 28 أغسطس، قمة لقيادة أركان جيوش الدول الأفريقية، وهو حدث مهم و الأول من نوعه يُعقد داخل القارة الأفريقية بهذا المستوى الرفيع. بحسب الجهات المشرفة، الهدف الرئيسي من الاجتماع هو إقامة تعاون حقيقي لمواجهة التحديات الأمنية المتنامية وتعزيز الاستقرار في جميع أنحاء القارة السمراء. وقد حضرت الجمهورية الصحراوية هذا اللقاء بدعوة رسمية من نيجيريا لتقديم نموذج في مكافحة الإرهاب و التطرف.

أين البوصلة التحررية؟ مفارقة مالي وبوركينا فاسو والنيجر في التقارب مع المغرب

ركز جدول أعمال القمة على أربعة محاور استراتيجية:

– وضع استراتيجيات جماعية: من خلال خطط مشتركة أعدها المشاركون لتحسين الأمن الإقليمي.

– الاستجابات المشتركة: من خلال تعزيز التعاون بين القوات المسلحة الإفريقية من أجل إدارة أكثر فعالية لأزمات السلام والأمن.

– دور القطاع الخاص: تم التأكيد على إمكانات القطاع الخاص في دعم وتعزيز القدرة الدفاعية للدول الإفريقية.

– الحلول الداخلية: مناقشة كيفية تطوير نهج ذاتي لمكافحة الإرهاب، والأمن السيبراني، وتهديدات الحرب السيبرانية.

و كان من أبرز النقاط المهمة مشاركة بعض الشركات العسكرية و الأمنية الإفريقية، التي أتيحت لها الفرصة لعرض الأسلحة والمعدات الدفاعية المصنعة محليًا، مما يدل على التزام متزايد بالاكتفاء الذاتي الإنتاجي في قطاع الدفاع. وفي هذا التجمع، يبرز الدور الضروري الذي تلعبه الجمهورية الصحراوية من أجل السلام والأمن ورفاهية الشعوب الإفريقية.

وقد شاركت الجمهورية الصحراوية في هذه القمة بوفد ترأسه المدير المركزي المفتش العام للجيش، محمد فاضل بريكة. حيث أعرب المسؤول العسكري الصحراوي عن امتنانه للدعوة، مشددًا على أهمية القمة بالنسبة للأمن الإقليمي، كما قام كذلك عدة لقاءات ثنائية مع رؤساء أركان عدد من الدول الإفريقية، في إطار جهود تعزيز التعاون في مجال الأمن و الدفاع المشترك.

القمة خطوة أساسية نحو إفريقيا أكثر أمانًا واستقرارًا، حيث تتصدى الدول للتحديات بشكل موحد وبحلول تنبع من داخل القارة نفسها.

لطالما كانت الجمهورية الصحراوية مسؤولة، من جميع النواحي، عن أي انحراف إرهابي، وتُعدّ التربية ضد جميع أشكال الإرهاب أولوية في مخيمات اللاجئين، حيث تحكم وتدير شؤون أكثر من 190,000 لاجئ. والأفضل من ذلك، أن الجمهورية الصحراوية تشارك في مكافحة الإرهاب، والاتجار بالمخدرات، والتطرف العنيف.

وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وجب التأكيد من جانب آخر، على أن المغرب يُعدّ مصدرًا رئيسيًا لتمويل الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل من خلال تورط أجهزته الأمنية (الاستخبارات) في تمويل عدة جماعات عبر المخدرات، بكونه أكبر مصدر ومنتج لهذه المادة في العالم، وفقًا لما ورد في التقرير الأخير للأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية حول المواد المخدرات.

¿إعلان خلافة إسلامية في مالي؟ موريتانيا والسنغال في حالة تأهب قصوى بعد إعلان القاعدة

الجمهورية الصحراوية في مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة

لطالما كانت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية مسؤولة، حتى في أصغر التفاصيل، في مواجهة أي امتداد إرهابي. وتُعد الإستراتيجية المناهضة لكافة أشكال التطرف أولوية ثابتة في مخيمات اللاجئين. إضافة إلى ذلك، تشارك الجمهورية الصحراوية بشكل فعّال في التصدي للإرهاب، وتهريب المخدرات، والتطرف العنيف في المنطقة.

التمويل المغربي للإرهاب في الساحل

في سياق مكافحة الإرهاب، من المهم التأكيد على أن المغرب يُعد مصدرًا رئيسيًا لتمويل الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، وذلك من خلال دور أجهزته الأمنية (المخابرات الداخلية والخارجية) في دعم هذه الجماعات عبر الاتجار في المخدرات. ويُعتبر المغرب أكبر منتج ومُصدر للحشيش على مستوى العالم، بحسب أحدث تقارير الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية حول المخدرات.

الجمهورية الصحراوية في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية

منذ اندلاع الصراع في منطقة الساحل عام 2011، تمكنت الجمهورية الصحراوية من التكيف سريعًا مع مهام إدارة الأمن في هذه المنطقة، المُستهدفة بالإرهاب، والاتجار بالمخدرات، والهجرة غير الشرعية. وقد لعبت دوراً هاماً رغم أن جهودها غير واردة في غالب تقارير المنظمات الدولية.

المخاطر المشتركة

الجمهورية الصحراوية وكباقي دول المنطقة تواجه الإمتداد الخطير لتجارة للمخدرات والإرهاب الجهادي. في المقابل، ذلك العدو اللدود للدولة الصحراوية، النظام المغربي يُصر في ظل تدهور الأوضاع على المُضي في مخططه التوسعي للسيطرة على جزء من أراضي الدولة الصحراوية، ما يعد وفق المراقبين ودول الجوار تهديدا حقيقياً للاستقرار وأمن المنطقة.

الإسلام المعتدل

يعرف المجتمع الصحراوي، على خلاف بعض بلدان المنطقة، أنه لا يقبل بين ظهرانه أي مظاهر للتطرف الديني، ويرجع ذلك إلى مستويات التعليم الرفيعة المتوفرة رغم سنوات المنفى الطويلة، والحفاظ على لإسلام المعتدل وأيضا الثقافة المحلية للشعب الصحراوي.

الجمهورية الصحراوية والتزاماتها الإقليمية 

رغم كونها طرفاً في صراع إنهاء استعمار غير مكتمل، تُسهم الجمهورية الصحراوية بفعالية في مواجهة التحديات الأمنية بمنطقة غرب إفريقيا والساحل. تعتمد في هذه الجهود على قدراتها المحدودة، إلا أن ذلك يحظى بإعتراف صريح من قبل كثير من الدول المجاورة والداعمين الدوليين، لكونها فاعل مهم لضمان الأمن والاستقرار الإقليمي.

جهود ملموسة على الأرض

بموارد محدودة، تقود السلطات الصحراوية عبر قواتها الأمنية والعسكرية الخاصة عمليات مستمرة ضد تهريب المخدرات، الهجرة غير الشرعية، والإرهاب في غرب إفريقيا، حيث تعتبر لحد الآن عنصراً محوريًا في منع انتشار الإرهاب والإتجار بالمخدرات ضمن تحديات جغرافية وسياسية معقدة، وتساهم بشكل ملموس في الأمن الإقليمي وغالبًا ما تلقى تقديراً من الدول المجاورة، حتى وإن تنكر لجهودها خارج محيطها الاقليمي.

قمة الأمن الإفريقي: دور الجمهورية الصحراوية في مكافحة الإرهاب والاتجار بالمخدرات في المغرب العربي.

منذ تدهور الأوضاع في منطقة الساحل في العام 2011، تكيفت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، بسرعة مع إدارة الأمن على حدودها المجاورة لهذه المنطقة، وهي التي أصبحت مسجلة كمنطقة تعج بالإرهاب والاتجار بالمخدرات والهجرة غير الشرعية. ما يجعل دور الدولة الصحراوية أمر مهم للغاية على الرغم من عدم رصد ذلك في تقارير الهيئات الدولية المعنية.

الاتجار بالمخدرات والإرهاب الجهادي من بين أبرز التهديدات التي تواجها الجمهورية الصحراوية كباقي دول المنطقة.

على الرغم من أن المغرب بما يمتلكه من عتاد وأفراد، إلا أنه بدلا من المساهمة في جهود الحد من المخاطر الأمنية والتهريب، يركز إهتمامه على غزو الأراضي الدول المجاورة له، الشيء الذي يساهم في تخفيض مساهمات هذه الدولة الأمن والإستقرار، في مقابل مواجهة مخاطر التوسع الذي يقودها المغرب بدعم من بعض القوى الدولية التي ما تزال تحافظ على أفكارها الإستعمارية والحنين إلى الهيمنة على القارة الإفريقية ونهي مواردها الطبيعية.

هذه الحقائق تجعلنا اليوم نقف على حقيقة الخطاب الدعائي كون “المغرب بلد شريك نموذجي للغرب في الحفاظ على الأمن الإقليمي، وفي مكافحة الهجرة والتهريب والاتجار بالمخدرات والإرهاب الجهادي”

إن مسألة التحديات الأمنية في الصحراء الغربية يجب ان تكتسي أهمية أكبر وذلك بالنظر لموقع الإقليم جغرافيًا، مجاور للحدود الشمالية لجمهورية مالي، وهي معقل الجماعات المسلحة والإرهابية التي تعتمد في تمويلها، بطريقة أو بأخرى، على المخدرات التي يصدرها المغرب عبر الأراضي التي يحتلها من الصحراء الغربية.

دعم الصحافة الحرة

إن كرمكم يمكّننا من النهوض بمهمتنا والعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع.

تركز حملتنا على تعزيز العدالة والسلام وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. نحن نؤمن بشدة بأهمية فهم أصل هذا النزاع وتعقيداته حتى نتمكن من معالجته بفعالية والعمل على إيجاد حل يحترم حقوق وكرامة جميع الأطراف المعنية.

إن كرمكم ودعمكم ضروريان لعملنا.
بمساعدتكم، يمكننا أن نرفع أصواتنا ونرفع الوعي بالوضع في الصحراء الغربية ونقدم المساعدة الإنسانية لمن يحتاجها وندعو إلى حل سلمي وعادل للنزاع.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار