17 سبتمبر 2024

الجماعات الإرهابية التي تقاتل من أجل السيطرة على منطقة الساحل

تابع القراءة

على الرغم من الانقلابات التي قام بها قادة المجالس العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، فإن العنف الجهادي مستمر في التصاعد، نتيجة عدم الاستقرار و نتيجة لسياسة هذه الدول التي شكلت كونفدرالية و ركزت عملها على قتال الأزواد في شمال مالي بدل محاربة الجماعات الإرهابية المنتشرة في مناطق قريبة من عواصم هذه الدول. و تسببت جماعات العنف والتطرف في تحويل منطقة الساحل الأفريقي إلى واحدة من أبرز بؤر الإرهاب في العالم. وشهدت الأعوام الثلاثة الأخيرة توسعاً كبيراً في عدد الهجمات الإرهابية. و كي نفهم هذا التحول، لابد من معرفة طبيعة و تكوين هذه المجموعات المتطرفة كل على حدى.

أبرز الجماعات المتطرفة في إفريقيا

“كتيبة عقبة بن نافع” : تبعت تنظيم “القاعدة”و ضمت ما يقارب من (175) مقاتل وأطلقت على نفسها اسم “جند الخلافة”.

جماعة “حماة الدعوة السلفية” فى الجزائر: أعلنت انضمامها إلى تنظيم “القاعدة” سنة 2007. و تعتمد على الاختطافات مقابل الفدية لتمويل أنشطتها.

جند الخلافة بالجزائر: بايعت “داعش”، و تشير التقديرات إلى أن عددهم ما بين (20 – 35) عنصرا.

جند الخلافة تونس: أحد فروع “داعش”، والبداية الفعلية لتنفيذ عملياتها في تونس كان في بداية عام 2015.

حركة الشباب الصومالية: أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية خمسة من قادة حركة الشباب على لائحة الإرهابيين الدوليين المدرجين بشكل خاص بموجب الأمر التنفيذي رقم (13224) بصيغته المعدلة.

جماعة “الشباب” موزمبيق: تسيطر الجماعة على مناطق عدة من المنطقة الساحلية، بما في ذلك ميناء “موكيمبوا دا برايا” والمنشآت الغازية.

“بوكو حرام”: تنشط في شمال نيجيريا، بايعت “داعش” وارتفعت وتيرة الصراع بين “داعش” و”بوكوحرام” في العام 2023 في نيجيريا للسيطرة على حوض دول بحيرة تشاد ومحيطه.

“جماعة نصرة الإسلام”: هي عبارة عن تحالف بين أربع جماعات؛ جماعة “أنصار الدين” و “المرابطون”، وحركة “ماسينان”، وجماعة “كتائب الصحراء” وهي الجماعات التي تنشط بمنطقة الصحراء شمال مالي.

داعش: يتوسع داعش نحو نيجيريا باتجاه خليج غينيا ولايزال يحشد الأموال والموارد الأخرى لتنفيذ أجنداته.

تنظيم القاعدة: ينشط في منطقتين منطقة الساحل الأفريقي، وعلى مستوى القرن الأفريقي تتشابه أهداف “داعش”، و”القاعدة” في أفريقيا، لتعزيز النفوذ تعزيز وجوده في الساحة الأفريقية.

لفهم العلاقة بين موريتانيا و الإمارات العربية المتحدة

وضعية نصرة الإسلام والمسلمين، المجموعة الأكثر إنتشار

تُقسم مجموعة نصرة الإسلام والمسلمين (التابعة لتنظيم القاعدة)، والتي يرأسها إياد أغ غالي (أبو الفضل)، دولة مالي إلى ستة (6) مناطق عسكرية منتشرة في جميع أنحاء أراضي مالي:

– منطقة ماسينا، وسط البلاد بقيادة أمادو كوفا.

– منطقة تمبكتو، غربي البلاد، زعيمها أبو طلحة الليبي (المعروف بأبي هند).

– منطقة أريبندا، الحدود بين بوركينا فاسو و مالي، زعيمها أبو حمزة الشنقيطي (موريتاني).

– منطقة ميناكا، أقصى شرق البلاد، زعيمها فكنان آغ تاكي.

– منطقة غاوا، شمال شرق البلاد بقيادة حمزة تبنكورت.

– منطقة كيدال، أقصى شمال البلاد بقيادة سيدان أغ هيتا.

هناك أيضًا كتيبتان للدعم اللوجستي:

– كتيبة غورما

– كتيبة ميما.

و يتمثل دور وحدتي الدعم هاتين في توفير الوسائل اللوجستية لجميع عمليات الوحدة وإدارة ملف الرهائن.

كما أن هناك مجموعات أخرى منوية تحت لواء القاعدة الذي يترأسه الجزائري أبو عبيدة يوسف العنابي؛

– أنصار الدين، قاعدتها الرئيسية تقع بين كيدال (مالي) وتين زواتن (حدود الجزائر)، أنشأت مؤخرا عدة وحدات جديدة.

– كتيبة ماسينا، والتي تسمى أيضًا جبهة تحرير ماسينا، بقيادة أمادو كوفا، تسيطر على المنطقة الممتدة من جنوب غرب تمبكتو إلى بوركينا فاسو وغينيا، مرورا بمنطقة موبتي في وسط مالي؛

– كتيبة “خالد بن الوليد” المعروفة بأنصار الدين الجنوب، بقيادة سليمان كيتا، وتتواجد من شرق باماكو إلى الحدود مع بوركينا فاسو؛

– كتيبة “جنوب النهر” (جنوب نهر النيجر)، بقيادة المنصور أغ الغسام، وتتواجد من جنوب تمبكتو إلى موبتي وسط مالي.

اشتباكات متواصلة و عنيفة بين داعش في الصحراء الكبرى والقاعدة وبوكو حرام لكسب النفوذ في المنطقة

الصراع على السلطة في دول الساحل يفاقم الأزمة الإنسانية وتدفق النازحين

حجم تهديدات الجماعات المتطرفة على إفريقيا

توصف المنطقة الحدودية بين دول النيجر وبوركينا فاسو ومالي بأنها “المثلث الأخطر”، حيث تنشط فيها التنظيمات الإرهابية بشدة، وتنطلق من تلك المنطقة لاستهداف مناطق أخرى، وزادت تلك التنظيمات من هجماتها وخصوصا بعد الانقلاب العسكري في النيجر في أكتوبر 2023. أصبح داعش لاعبا أساسيا في منطقة الساحل، وبدأ في فرض أجندته وسيطر على مناطق واسعة شمال شرق مالي، وبوركينافاسو. و قد انتعشت انشطة داعش الاقتصادية والمبادلات التجارية بين مدينة ميناكا والنيجر والمناطق الخاضعة لنفوذه في تيلابيري و بدأ التوسع يتمدد إلى الدول الأطلسية، مثل بنين وتوغو وساحل العاج. كذلك تنتشرالجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة وداعش في جنوب الصحراء الكبرى، إلى الدول الساحلية في غرب إفريقيا مثل بنين. ويتركز نشاط المتطرفين ببنين في شمال البلاد، حيث يحاولون تجنيد واستقطاب المقاتلين الجدد.

جماعه نصرة الإسلام والمسلمين، إحدى التنظيمات الإرهابية المنضوية تحت لواء القاعدة، هي أحد المنافسين الرئيسيين لداعش في الصحراء الكبرى.

ظهرت بوكو حرام في عام 2014 بعد اختطاف 276 فتاة في مدينة شيبوك، شمال شرق نيجيريا. إلا أن هذه المجموعة ولدت عام 2002 بقيادة محمد يوسف، داعية سلفي. في بداياتها، كانت تقوم بشجب الفساد وعدم المساواة، وهي آفات ألقت باللوم فيها مباشرة على الاستعمار البريطاني. ومع ذلك، بدأ على مر السنين الكفاح من أجل فرض “الشريعة” الإسلامية في نيجيريا. خلف أبو بكر شيكاو يوسف بعد وفاته وبدأت معه المرحلة الأكثر دموية والأكثر عنفًا في التنظيم. وقال في فيديو عام 2012، قبل عامين من الاختطاف الذي أدانه المجتمع الدولي بأسره، “أستمتع بقتل كل من يأمرني الله بقتله، كما أستمتع بقتل الدجاج والكباش”.

بالإضافة إلى خطف القصر لتلقينهم العقائد وتحويلهم إلى جنود أطفال أو عبيد جنس، نفذت بوكو حرام هجمات ومذابح في جميع أنحاء البلاد. وبحسب الأمم المتحدة، قُتل أكثر من 35 ألف شخص على يد هذه الجماعة الإرهابية. علاوة على ذلك، فهم مسؤولون عن 40٪ من الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل. كما تسببت هذه المجازر في نزوح عدد كبير من السكان.

و في عام 2014، أعلنت بوكو حرام الخلافة في القارة الأفريقية وبعد عام أقسمت الولاء لداعش. ومع ذلك، في عام 2016، بعد الخلافات العقائدية والاستراتيجية، حدث انقسام داخل المنظمة الإرهابية، مما أدى إلى ظهور ISWAP (الدولة الإسلامية في مقاطعة غرب إفريقيا).

أعطى مقتل شيكاو لِ ISWAP حرية التصرف لزيادة نفوذها أخيرًا، بعد سنوات من الخلافات، قُتل شيكاو في كمين في مايو من العام مت قبل الماضي قام به قادة داعش من سوريا. كان زعيم بوكو حرام عنيفًا للغاية بالنسبة لداعش، الذين اتهموه بـ “مهاجمة المؤمنين بشكل عشوائي”. وقد أوكلت مهمة إنهاء حياته إلى ISWAP، بقيادة أبو مصعب البرناوي، نجل مؤسس بوكو حرام، محمد يوسف.

جماعة البرناوي ستستغل الفوضى داخل غريمتها لزيادة نفوذها. يمكن لـ ISWAP أن تثبت نفسها كتهديد أكبر للسلطات النيجيرية ، لأنها لا تسبب الكثير من الرعب مثل بوكو حرام بين السكان. يقول فينسينت فوشير، المحلل في المركز الفرنسي للبحث العلمي: “إنهم يوفرون درجة من القانون والنظام في بحيرة تشاد، ويذهب المدنيون إلى هناك للقيام بأعمال تجارية أو للعيش بسبب وجود موارد طبيعية مثل الأراضي الزراعية عالية الإنتاجية”.

على عكس بوكو حرام، التي قتلت من لم ينضموا إلى صفوفها، تفضل ISWAP كسب ثقة المدنيين، ولم تتورط في مذابح أو نهب على نطاق واسع مثل غريمتها. “كان جل جهد ISWAP حتى الآن يصب في إنشاء نظام بيئي حيث يمارسون السيطرة والتأثير القوي على الاقتصاد والعدالة والتعليم والأمن.

الروابط بين الجماعات الإرهابية وتهريب المخدرات

من ناحية أخرى، تحاول ISWAP التعامل مع الميليشيات التابعة للقاعدة في المنطقة، مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين. هذه المجموعة لديها أيضا مساعدة من المنظمات الجهادية الأخرى في المغرب الكبير. يبحث كلا المجموعتين، داعش والقاعدة، عن مصادر تمويل جديدة، ولهذا يقاتلون من أجل مناطق ذات احتياطيات كبيرة من الموارد الطبيعية أو من أجل نقاط جغرافية ذات أهمية استراتيجية.

و تقع بعض هذه المواقع الرئيسية على طرق التجارة غير المشروعة مثل تجارة المخدرات أو الاتجار بالبشر. كما حدث منذ التسعينيات في أفغانستان وباكستان، حيث كان تداول الأفيون مرتبطًا بتنظيم القاعدة وطالبان، يمكن أن يكون للإرهابيين في منطقة الساحل صلات بتجارة المخدرات القادمة من المغرب عبر موريتانيا.

دعم الصحافة الحرة

إن كرمكم يمكّننا من النهوض بمهمتنا والعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع.

تركز حملتنا على تعزيز العدالة والسلام وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. نحن نؤمن بشدة بأهمية فهم أصل هذا النزاع وتعقيداته حتى نتمكن من معالجته بفعالية والعمل على إيجاد حل يحترم حقوق وكرامة جميع الأطراف المعنية.

إن كرمكم ودعمكم ضروريان لعملنا.
بمساعدتكم، يمكننا أن نرفع أصواتنا ونرفع الوعي بالوضع في الصحراء الغربية ونقدم المساعدة الإنسانية لمن يحتاجها وندعو إلى حل سلمي وعادل للنزاع.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار