back to top
17 ديسمبر 2024

لفهم العلاقة بين موريتانيا و الإمارات العربية المتحدة

تابع القراءة

الإماراتية العربية تتبنى إستراتيجية هجينة لإبتزاز الدولة الموريتانية في مجالات مختلفة

لا يمكن الحديث عن أزمات الساحل و منطقة شمال أفريقيا دون ذكر الإمارة العربية المتحدة، الدولة الخليجية التي سخرت موراد مالية وبشرية ضخمة في كل من السودان والصومال ودولة اتشاد، وأخيرًا، وليس آخرًا، دول الطوق لدى الجزائر – موريتانيا ومالي والنيجر. و حتى يكون الحديث بالأدلة المادية و الصورة واضحة سنبدأ بموريتانيا.

موريتانيا تطالب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تطبيق قرارات مجلس الأمن حول الصحراء الغربية

حالياً تتواجد في الإمارات العربية المتحدة شبكة قوية من موريتانيين و إمارتيين، و تعمل أبوظبي على تطوير هذه الشبكة في مجالات عدة أهمها التأثير على الرأي العام الداخلي الموريتاني لتمرير سياساتها في المنطقة. و هذا برنامج “طموح” تقوم به الإمارات العربية المتحدة لإختراق موريتانيا و محاولة التحكم في سياستها في المستقبل القريب، عبر التأثير عليها من خلال عدة أمور، نشرحها في ما يلي:

– الإمارات تمول بناء شقق سكنية في منطقة “بكَي” و “كيهيدي”، و تمول مشروع بناء جامعة جديدة في حي “توجونين”، الواقعة جنوب شرق العاصمة نواكشوط. 

– الإمارات العربية المتحدة تمول حوالي 20% من ميزانية وزارة العدل الموريتانية التي يتبع لها بطريقة أو بأخرى جميع المساجد و المدارس الدينية و الحركات و الطرق الدينية في أنحاء البلاد.

فوزير العدل الحالي محمد محمود بن بيه هو الإبن الأكبر للسيد عبد الله بن بيّه، الداعية الموريتاني الذي يرأس حاليا ما يسمى مجلس الإمارات للإفتاء، ويرأس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ومؤسسة الموطأ في أبوظبي، كما يترأس المشروع الإبراهيمي الذي يعمل على تقريب وجهات النظر بين إسرائيل و العالم العربي (مشروع التطبيع).

– بناء قاعدة عسكرية على 150 كيلومترًا شمال مدينة “نبيكة لحواش”. و حسب المعلومات الواردة أن الإمارات إختارت هذا المكان لأنه بعيد عن الأنظار و بعيد أيضا عن الحدود الشمالية.

– شركة “آفرو بورت” الإماراتية تتولى تسيير مطار نواكشوط الدولي “أم ألتونسي”، بعد صفقة أبرمتها مع الحكومة الموريتانية سنة 2018.

– هذا بالإضافة إلى بعض المشاريع الأخرى في بعض القطاعات الحيوية التي تمولها الإمارات في موريتانيا مثل تمويل الإمارات بـ30 مليون دولار لتوفير مياه الشرب لمدن موريتانية تقع في الوسط (مدينة كيفة و جوارها).

– كما يشارك صندوق أبوظبي للتنمية في تمويل مشروع تطوير المرافق والخدمات الأساسية في ميناء تانيت للصيد في موريتانيا بقيمة تبلغ 6.5 مليون دولار أميركي. شركة تالك للاستثمار الإماراتية المهتمة بالاستثمار في أفريقيا وأمريكا اللاتينية، هي من تشرف على تنفيذ هذا المشروع.

– كما وقعت موريتانيا و الإمارات العربية المتحدة، على هامش فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024، التي إنعقدت في دُبي الإماراتية، مذكرة تفاهم تتعلق بتعزيز الانطلاقة الفعلية لمسار التحول الرقمي في التعليم بموريتانيا (الاستحواذ على الإحصاء الوطني).

و لا يمكن الحديث عن أزمات الساحل والقرن الإفريقي دون ذكر الإمارات، التي سخرت مورادها المالية و البشرية و السياسية في كل من دول الساحل و دول الطوق لدى الجزائر. فهي التي تولت الإنفاق على مرتزقة تم جلبهم من دولة تشاد إلى ليبيا وتولى جلبهم (ع.غ)، النقيب التشادي السابق الذي منحه خليفه حفتر رتبة عقيد مكافئة له على جلب 356 مرتزق. هذا النقيب تمرد على حفتر و قام بإحتجاز إبنه صدام حفتر، قائد أحد الألوية في معسكر حفتر، بسبب خمس سيارات رباعيات الدفع أخـذهـم هذا النقيب وفـر بهم لدولة اتشاد. هذا دون الحديث عن دور الإمارات في تمويل مرتزقة فاغنر في دولة مالي المجاورة

الإمارات و حوض تاودني؛ إهتمام الإمارات الآن بالمنطقة الشمالية من مالي

و حول بحثها عن الغاز في حوض تاودني الغني و منطقة شمال مالي المحاذية لحدود الجزائر و موريتانيا بالإضافة لإهتمامها الحالي بالازمة الحاصلة بين الجزائر و مالي، تقوم الإمارات الآن بجهود مضنية للإستحواذ على الغاز الموجود في حوض تاودني، الذي تتقاسمه موريتانيا و مالي و الجزائر.

و كما ذكرنا، فإن الشيخ عبد الله بن بيّ، رئيس المنتدى الإبراهيمي، أو مشروع الديانة الإبراهيمي الذي هو مشروع إماراتي لتسويق العلاقة مع إسرائيل وكان آخر مؤمتر أقامه كان في انواكشوط بين 9 و 11 يناير الماضي.

أما في المجال الأمني الغامض، وجود قاعدة عسكرية إماراتية في قاعدة لمريّه، بولاية تيرس زمور، قرب حدود الجزائر و مالي، و قد بدأ فيها العمل سابقا في عام 2019 و العمل الآن على إنشاء قاعدة أخرى شمال إنبيكت لحواش، قرب حدود موريتانيا مع تاودني، شمال مالي.

دعم الصحافة الحرة

إن كرمكم يمكّننا من النهوض بمهمتنا والعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع.

تركز حملتنا على تعزيز العدالة والسلام وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. نحن نؤمن بشدة بأهمية فهم أصل هذا النزاع وتعقيداته حتى نتمكن من معالجته بفعالية والعمل على إيجاد حل يحترم حقوق وكرامة جميع الأطراف المعنية.

إن كرمكم ودعمكم ضروريان لعملنا.
بمساعدتكم، يمكننا أن نرفع أصواتنا ونرفع الوعي بالوضع في الصحراء الغربية ونقدم المساعدة الإنسانية لمن يحتاجها وندعو إلى حل سلمي وعادل للنزاع.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار