بدأت أعمال الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي ، 21 سبتمبر ، في سياق إهتمام دولي كبير بالتحولات السياسية العالمية والجائحة التي ضربت العالم، إلا أن موضوع أن إنهاء استعمار الصحراء الغربية، كان كقضية مهمة، يحتل مكانة عالية على جدول الأعمال، إلى جانب العديد من القضايا ذات الإهتمام الواسع، مثل فلسطين والوضع في أفريقيا.
وقد تميزت الجلسة الافتتاحية هذه الدورة بحضور قوي للقضية الصحراوية، حيث دعا رئيس جنوب إفريقيا ، سيريل رامافوزا، الأمم المتحدة بإنهاء احتلال الصحراء الغربية من خلال إجراء استفتاء على تقرير المصير. قائلا على مسامع 193 من قادة العالم “نجدد موقفنا الداعم لحق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير وفقا للقرارات ذات الصلة الصادرة عن الإتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي”.
من جهته، الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل برموديز أكد في خطابه تضامن ودعم بلاده لشعب الصحراء الغربية وللجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، قائلا إن كوبا تؤكد تضامنها الثابت مع الشعب الصحراوي ودعمها لحل قضية الصحراء الغربية يمكن الصحراويين من ممارسة حقهم في تقرير المصير والعيش بسلام على أراضيهم.
في نفس المناقشة في الجمعية العامة، رئيس حكومة إسبانيا، بيدرو سانشيز، وفي حديثه عن النزاع في الصحراء الغربية الإقليم لم تنه إسبانيا إستعماره وسلمته للمغرب قبل إنسحابها، شدد على أنه من الضروري “التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول للطرفين بشأن الصحراء الغربية” كما دافع عن “مركزية الأمم المتحدة” في هذه القضية، بالقول “إن إسبانيا تشارك البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط ”المصير الذي يجب أن يكون أيضًا هو فرصة الازدهار والتكامل الإقليمي والاندماج الاجتماعي” ، والذي من أجله “يجب علينا ضمان السلام والاستقرار وحل النزاعات القائمة ومن الضروري التوصل إلى حل سياسي يكون عادلا ودائما ومقبولا للطرفين بشأن الصحراء الغربية على النحو المنصوص عليه في قرارات مجلس الأمن” “وبأن إسبانيا تواصل الدفاع عن مركزية الأمم المتحدة ، ودعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة”
من جانبها، أعلنت ناميبيا ، الدولة التي تعترف بالجمهورية الصحراوية والمدافعة عن القضية الصحراوية في الاتحاد الأفريقي والجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي (سادك) أن موقفها من القضية الصحراوية ثابت تجاه حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، حيث قال الرئيس جينغوب “لقد مرت ما يقرب من 50 عامًا وما زال شعب الصحراء الغربية ينتظر لممارسة حقه غير القابل للتصرف في الحرية والاستقلال” مضيفا في ذات السياق “بأن ناميبيا ترحب بتعيين معالي ألكسندر إيفانكو من قبل الأمين العام ممثله الخاص للصحراء الغربية وتأمل أن يكرس الممثل الخاص الجديد إهتمامه الكامل لهذه المسألة حتى يتاح لشعب الصحراء الغربية الفرصة لممارسة حقه في تقرير المصير دون مزيد من التأخير “.
وفي هذا السياق، دعا رئيس وزراء مملكة ليسوتو مويكيتسي ماجورو في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إستقلال آخر مستعمرة في إفريقيا، الصحراء الغربية، مشيرًا إلى أن شعب الصحراء الغربية يتوق إلى السلام والحرية وتحقيق حق تقرير مصيره لسنوات عديدة، ولم تسفر جهود الأمم المتحدة لتسهيل الإنتقال إلى الاستقلال عن أي نتائج.
إعتبر رئيس وزراء ليسوتو أنه في القرن الحادي والعشرين ، ينبغي ضمان السلام والأمن والحق في تقرير المصير واحترام جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية كقاعدة وليس كإستثناء، ومن هنا تأتي -يقول- دعوتنا إلى حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني والانسحاب الكامل من أراضيه المحتلة واستقلال الشعب الصحراوي، كما نجدد دعوتنا إلى رفع الحصار الاقتصادي الأحادي المفروض على شعب كوبا “.
هذا وبالتزامن مع حضورها القوي خلال دروة الجمعية العامة، من المنتظر أن تحظى القضية الصحراوية أيضا بإهتمام خلال أعمال لجنة الأمم المتحدة لإنهاء الاستعمار ، والتي من المتوقع أن تبدأ خلال الأسبوع الأول من أكتوبر ، حيث ستناقش لجنة الـ 24 تقرير اللجنة الخاصة بحق شعوب الأقاليم غير المحكومة ذاتيا، التقرير السنوي للأمين العام للأمم المتحدة حول الوضع في الصحراء الغربية ومن المتوقع أن تتوج المناقشات التي تتزامن مع مناقشة القضية الصحراوية على مستوى مجلس الأمن الدولي بتوصية بشأن الصحراء الغربية.