(واص)
أكد السفير الصحراوي بالجزائر، عضو الأمانة الوطنية السيد عبد القادر الطالب عمر أمس الثلاثاء على أن النظام المغربي، بعد أن وقف في الفترة الماضية على فشل سياسة المقاطعة والكرسي الشاغر، عاد الآن الى تلك الممارسة بعد أن فشلت سياسات المشاركات لمحاولة تغيير مواقف الدول أو فرض الرؤية المغربية على العالم.
وأوضح السفير الصحراوي عقب اللقاء الذي جمعه مع رئيسة الهلال الاحمر الجزائري، السيدة ابتسام حملاوي، بمقر السفارة الصحراوية بالجزائر، حول الوضع الانساني للاجئين الصحراويين، أنه “لا حل للقضية الصحراوية الا باستشارة الشعب الصحراوي الذي له الحق في تقرير مصيره في إطار الأمم المتحدة”.
و في هذا السياق، استدل الدبلوماسي الصحراوي بذات الموقف الذي عبرت عنه العديد من الوزارات، منها وزيرة الخارجية الالمانية انالينا بيربوك، خلال زيارتها للمغرب و التي قالت أنه “لا حل للقضية الصحراوية إلا في اطار الأمم المتحدة و بقيادة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية، السيد ستافان دي ميستورا، في إطار الشرعية الدولية”.
و أكد الدبلوماسي على أن النظام المغربي تصرف “تصرفا غير مسؤول” في ردة فعله بخصوص حضور الرئيس الصحراوي، ابراهيم غالي، في مؤتمر طوكيو الدولي الثامن للتنمية في إفريقيا “تيكاد 8” المنعقد يومي السبت و الأحد بالعاصمة التونسية، عندما قرر مقاطعة هذا الموعد و استدعاء سفيره بتونس، مذكرا في هذا الإطار بأن الرئيس الصحراوي سبق له و أن شارك في العديد من القمم، “إلا أن المغرب لم يقم بالتصرف كما تصرف مع تونس”، مؤكدا أن سياسة المقاطعة والكرسي الشاغر فاشلة.
وأشاد بموقف تونس الذي كان -على حد تعبيره-في المستوى من حيث الرد و من حيث الثقة في النفس و القناعة بمواقفها كونها على صواب بما يتماشى والقانون الدولي”.
“وكل هذه المواقف وما نشاهده في الإتحاد الأفريقي و قمة تيكاد8 و الإتحاد الأوروبي و موقف ألمانيا و حتى دول أمريكا اللاتينية التي أعترفت بالجمهورية الصحراوية، يظهر أن النظام المغربي يسير في اتجاه معاكس للشرعية الدولية ومواقف العالم” يضيف ذات المسؤول.
وحسب السفير الصحراوي، فإن هذه المعطيات أدت الى “عزلة المغرب على الصعيد السياسي، ما يؤكده تناقض و خيبة امل نظام المخزن، وحتى من الجانب الديني، لما دفعت المملكة، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، احمد الريسوني باتخاذ مواقف متهورة و متطرفة أدت الى استقالته”.
وكان اللقاء مناسبة عبر السفير الصحراوي خلالها عن شكره للدولة الجزائرية و الهلال الاحمر الجزائري للمساعدات التي تقدمها للشعب الصحراوي، بالإضافة الى عملية التحسيس لواقع اللاجئين، وتحفيز الشركاء الآخرين للقيام بواجبهم بغرض التغلب على النقص المسجل مؤخرا، حيث اصدرت المنظمات الأممية في الجزائر، الأربعاء الماضي، بيانا طالبت من خلاله المجتمع الدولي على العمل من اجل ايجاد حل سريع.
من جهتها، قالت ابتسام حملاوي ان اللقاء الذي جمعها بالسفير الصحراوي كان فرصة “للوقوف على التقدم الحاصل في تزويد المخيمات الصحراوية بالاحتياجات الأساسية في إطار العمل الإنساني للهلال الأحمر الجزائري، بصفته الذراع الإنساني للدولة الجزائرية والمرافق لجهود السلطات المحلية في هذا المجال”.
ورأت رئيسة الهلال الاحمر الجزائري أن “هناك قفزة نوعية بالنسبة لردة فعل المنظمات والهيئات الدولية بالنسبة للأشقاء الصحراويين في ظل الازمة الاقتصادية والغذائية العالمية الناتجة عن جائحة كورونا وغيرها”.
“كان لنا عمل دؤوب مع الهلال الاحمر الصحراوي ومختلف المنظمات الاممية في الجزائر لتحسين الوضعية في مخيمات اللاجئين اضافة الى العمل بغرض تزويد المخيمات بالاحتياجات الاساسية”، تضيف السيدة حملاوي.