أكد عضو الأمانة الوطنية، المكلف بأوروبا والإتحاد الأوروبي، السيد أبي بشراي البشير، أن ”قرار الجزائر الأخير قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، من شأنه أن يساهم في تحريك المياه الراكدة في الصحراء الغربية وإنهاء الوهم على مستوى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وعلى مستوى القوى الدولية النافذة والذي يتأسس على مواصلة تسيير النزاع بدلا إيجاد حل له على أساس قرارات الأمم المتحدة وإنهاء الإحتلال المغربي لأجزاء من الصحراء الغربية‘’.
وقال السفير الصحراوي في تصريح للإذاعة الجزائرية، أن هذا التطور المسجل في المنطقة يجب أن يقود مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى تبني مقاربة جديد تتأسس على حل النزاع بشكل جدي بدلا من مواصلة تسييره دون أفق وهو ما يدفع الشعب الصحراوي وشعوب المنطقة ثمنه الباهض”.
كما أوضح أيضا أن موقف الجزائر من القضية الصحراوية المعبر عنه مؤخرا من قبل وزير الخارجية السيد رمطان لعمامرة، يعيد التأكيد على الموقف الذي يعرفه الجميع المنسجم مع تاريخ الجزائر والذي عنوانه الأبرز التحرر وتقرير المصير من جهة ومن جهة أخرى إلتزام ووفاء الجزائر لمسؤولياتها ومواقفها المبدئية تجاه جميع الشعوب المكافحة في كل بقاع العالم خاصة الشعبين الصحراوي والفلسطيني.
وشدد أبي بشراي على أن موقف الجزائر ثابت ومبدئي منذ بداية النزاع ولم يتغير أبدا رغم كل الأحداث والتغييرات التي مر بها هذا البلد الشقيق وتوالي الرؤساء والحكومات وهو ضرورة إعطاء للشعب الصحراوي فرصته في التعبير عن حقه من خلال إستفتاء تقرير المصير مثلما تمتع به الشعب الجزائري وكل الشعوب المستعمرة.
إلى ذلك يضيف ”أكدت الجزائر في أكثر من مرة أنها ترفض سياسة فرض الأمر الواقع والإستقواء بالجهات الأجنبية لفرض مواقف معينة، وأيضا بصفتها بلد مراقب في النزاع الصحراوي-المغربي وإنطلاقا من وضعه القانوني ومسؤوليتها فهي لا تقبل الدوس على الشرعية الدولية وحقوق الشعب الصحراوي في الاستقلال والحرية”.
وفيما يخص موقف الجزائر ، يقول أبي بشراي البشير، ”نحن في الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريو، نثمن هذا الموقف ويثمنه العالم الذي يعرف جيدا أن الجزائر بلد لا يساوم في مبادئه لا الأمس ولا اليوم ولا غدا ولا تحت أي مبرر كان” .
هذا أوضح، السفير الصحراوي، أن قرار الجزائر السيادي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، وإن كان حدث يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين وأسبابه واضحة، لكن تراجع المغرب عن إلتزاماته الدولية بشان إستفتاء تقرير المصير ومحاولة فرض الامر الواقع يعد واحدا من الأسباب في هذه القطيعة، مذكرا أن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في منتصف الثمانينات القرن الماضي، كانت أساسا من أجل توفير الأجواء المناسبة لإطلاق إتحاد المغرب العربي الذي يعد حلم شعوب المنطقة منذ زمن طويل من جهة ومن جهة أخرى السماح بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية على اساس استفتاء تقرير المصير. لكن عقودا بعد ذلك، الوضعية واضحة، والاتحاد المغاربي معطل بقرار مغربي أما الاستفتاء فقد عرقله ورفضه المغرب. بالاضافة الى ذلك، فإن الإستقواء بجهات أجنبية معادية لشعوب المنطقة ككل ظنا منها أن ذلك سيمكنها من فرض الأمر الواقع وتحقيق رغباتها في المنطقةيعد موقفا خطيرا ولا مسؤولا وهو ما ترفضه بشكل قاطع الجمهورية الصحراوية وكذلك الجزائر وباقي دول المنطقة. يختم السفير.