back to top
29 يوليو 2025

صراع المخابرات المغربية: إنفلات أمني داخلي و إنهيار المنظومة المخزنية (الجزأ الأول)

تابع القراءة

يحاول النظام في المغرب إحتواء آثار الهروب عبر إسبانيا ودول أخرى للرجل الثاني في جهاز الاستخبارات الخارجية (لادجيد). و يُثير هروب الضابط في الاستخبارات مهدي حجاوي جدلاً واسعاً في الرباط. كما أطلقت السلطات المغربية حملةً صحفيةً شرسةً للتخفيف من وطأة هذا الهروب و التسريبات التي نجمت عنه.

بقلم م.أ (الرباط، المغرب)

الرباط (ECS).- لم يَعد هناك مجال للشك بأن المخزن يعيش أسوأ فتراته منذ إعتلاء محمد السادس عرش البلاد بعد وفاة أبيه سنة 1999. هذا الإنهيار، الذي يشبه ذلك المنزل المهتريء و المتآكلة أطرافه، بدأ يرمي بشظاياه على دول الجوار و يشكل خطرًا على كل من يقترب منه؛ حتى الذين كانوا يعتبرونه بالأمس القريب بيت العائلة اليوم هو يتهاوا شيئا فشيئا امام انظار الجميع.

قضية حجاوي: عندما يُزعزع جاسوس مغربي سابق لاجئ في إسبانيا عرش محمد السادس

و لعل ما يحدث و ما يخرج من تسريبات الواحدة تلوى الأخرى عن جهاز الاستخبارات الخارجية و الداخلية ما هو إلا دليل قاطع بأن القبضة المخزنية بدأت تتلاشى، حتى من الداخل و على يد متعاونين معها و ضباط المخابرات.

لاديستي و لادجيد، مبدئياً هما جهازين أمنيين رفيعي المستوى، يُعرف عنهم في المغرب الكفاءة و الإخلاص و التفاني في العمل. أجهزة استخباراتية تشكل الدعامة الأساسية لمنظومة الامن و المخزن المغربي على مر الستّة عقود الأخيرة، مفخرة المملكة في المحافل و المؤتمرات الدولية الكبرى؛ كلما سمعت لاديستي او لادجيد ايقنت بأن المعادلة صعبة و الرجال الخارقون هم من يمتلكون فك الشيفرة، لكن الحقيقة تبقى دائما غير ذالك.

و لعل الدارس لتاريخ المغرب يعي جيدا بأن الامر ليس بجديد و أن ملوك الدولة العلوية عاشوا انهيارات متشابهة بين دار المخزن و العسكر على مرّ الستين سنة من عمر المملكة انتهت بتدخل الحماية الخارجية و انتهت باستعمار مذل.

نفس الشيء وقع مع الملك الراحل محمد الخامس عندما بدأت ملامح الفوضى و “السيبة” تلوح في الافق معلنة بتحالف القواد، (جمع قائد) بزعامة الباشا الكلاوي ضد دار المخزن نفي على إثرها السلطان إلى الخارج و تم تعويضه بابن عرفة من طرف الفرنسيين الذي كان من المفروض ان يكون هو الحامي و الضامن لاستقراره.

نفس الشيء اليوم نعيشه في صراع حداثي معصرن بين الجيش ممثلا في جهاز لادجيد (المخابرات العسكرية) و دار المخزن الجهاز البوليسي ممثلا في لاديستي (المخابرات المدنية). إذن فالأمر ليس كما يعتقد البعض أن الحموشي و المنصوري في صراع لكن الأمر أكبر من ذلك، الأمر له أبعاد متجذرة على سدة الحكم ¿من هو الأحق بثقة السلطان أو الملك 

اختلفت المسميات و الهدف واحد؛ بسط النفوذ و السيطرة على كل تفاصيل الحكم بالمغرب، و ردع كل من يحاول الاقتراب من عرين الملك، لكن ليس كل مرة تسلم الحرة و انقلب السحر على الساحر و تحول الإخوة إلى اعداء و لم يعد هناك انضباط بقانون اللعبة، و الضرب اتجه نحو الحزام بل تحت الحزام و معركة كسر العظام شارفت على البداية معلنة خروجها للوجود لتنكشف اوراق الطاولة إن لم نقل حرق كل اوراق الطاولة و الجميع يتسائل ¿أهي خدعة من خدع النظام البئيس، أم هو عنوان جديد سيكتب سطره الأول في سجلات التاريخ: بداية إنهيار الدولة العلوية على يد المخزن؟

….يتبع، في الجزأ الثاني.

دعم الصحافة الحرة

إن كرمكم يمكّننا من النهوض بمهمتنا والعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع.

تركز حملتنا على تعزيز العدالة والسلام وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. نحن نؤمن بشدة بأهمية فهم أصل هذا النزاع وتعقيداته حتى نتمكن من معالجته بفعالية والعمل على إيجاد حل يحترم حقوق وكرامة جميع الأطراف المعنية.

إن كرمكم ودعمكم ضروريان لعملنا.
بمساعدتكم، يمكننا أن نرفع أصواتنا ونرفع الوعي بالوضع في الصحراء الغربية ونقدم المساعدة الإنسانية لمن يحتاجها وندعو إلى حل سلمي وعادل للنزاع.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار