back to top
29 يوليو 2025

¿إعلان خلافة إسلامية في مالي؟ موريتانيا والسنغال في حالة تأهب قصوى بعد إعلان القاعدة

تابع القراءة

بعد بسط سيطرتهم على الشرق والوسط، يحاول جهاديو القاعدة فرض حصار على غرب مالي. موريتانيا والسنغال في حالة تأهب قصوى غير معلنة.

لحبيب عبد الحي✍️

   مدريد (ECS) – في 3 يوليو/تموز إعتمد المجلس الوطني الانتقالي في مالي، الهيئة التشريعية التي حلت محل الجمعية الوطنية، بالإجماع ميثاقًا جديداً يحدد المرحلة الإنقالية  وينص هذا الميثاق، الذي توصلنا بنسخة حصرية منه، من بين أمور أخرى، على تغيير وضع الرئيس الانتقالي، أسيمة غويتا، الذي إستولى رئاسة الجمهورية بعد إنقلاب عسكري. وبمجرد صدوره، ستكون ولاية حكم غويتا خمس سنوات قابلة للتجديد دون انتخابات أو تحديد فترات الحكم. في غضون ذلك، يُحرز تنظيم القاعدة تقدمًا ميدانيًا، هذه المرة غرب البلاد.

   في خضم كل هذا، يواصل إياد أغ غالي بناء شبكته تدريجيًا في مالي وبوركينا فاسو والنيجر. في 10 يونيو/حزيران، أعلن زعيم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM) المرتبطة بتنظيم القاعدة عن فرض حصار على مدن غرب مالي. ويسيطر هذا المتمرد الطوارقي السابق على معظم شمال ووسط وشرق البلاد، باستثناء المدن الكبرى.

الجماعات الإرهابية التي تقاتل من أجل السيطرة على منطقة الساحل

   و أصدرت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بيانًا عبر وكالتها الدعائية الجهادية “الزلاقة” ، طالبت فيه بإقامة “حكومة شرعية جديدة تحكم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم” في مالي. كما حثت الجماعة “سكان المنطقة، من جميع الطوائف والأعراق، على التوحد بفعالية لصد الغزاة الروس”.

و “تأتي هذه الرسالة من جماعة إياد أغ غالي في أعقاب الإعلان عن انسحاب مجموعة فاغنر الروسية من مالي، منهية بذلك أكثر من ثلاث سنوات من الوجود العسكري في المنطقة”.

   وأشادت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بانسحاب مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية ووصفته بأنه “نصر عظيم”، زاعمة بذالك أنها حققت إنتصارات عسكرية في عدة مناطق، بما في ذلك باندياغارا، وغانفاتو، وسيفاري، ومحيط دجابالي، ونامبالا، ومورغا في منطقة ماسينا، وهومبوري، ودوينتزا، وغوسي، ومحيط بوني في منطقة أربيندا، وكذلك تين تاغات، وتيكانكنت، وأماسراكادان في منطقة كيدال.

   و حذّرت الجماعة الجهادية من استمرار الوجود العسكري الروسي، واصفةً إياه بـ” الاحتلال “. كما حذّرت من أن “استمرار المجازر الروسية ضد المدنيين لن يؤدي إلا إلى تأجيج كراهية السكان لهم”. كما حذّر بيان نصرة الإسلام والمسلمين الروس من “العواقب الوخيمة لعملياتهم العسكرية في المنطقة “، متهمًا إياهم بـ”الغرور والعمى الأيديولوجي”، مستشهدًةً على ذالك بالفشل السوفيتي في أفغانستان في سبعينيات القرن الماضي.

   في هذه الأثناء، أعلن الفيلق الأفريقي ، الذي حل رسميا محل فاغنر، استمرار عملياته في مالي، مؤكدا أن انسحاب فاغنر “لن يُشكل أي تغيير في العمليات” وأن روسيا “ستعزز من دعمها لباماكو أكثر من أي وقت مضى”.

    ويأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه مالي تصاعدا في الهجمات الإرهابية، وخاصة في شمال ووسط البلاد، مع تزايد الاشتباكات بين الجيش المالي والجماعات الإسلامية المسلحة، وسط قلق متزايد بشأن الوضع الإنساني والأمني في منطقة الساحل ككل.

الإمارات العربية المتحدة في موريتانيا: مشروع فوضى أضلاعه صناعة النخب المالية و تكديس الثروة و خلق الولاءات

موريتانيا والسنغال في حالة تأهب قصوى

   تمثل الهجمات الأخيرة على الحدود مع موريتانيا والسنغال سيناريو جديدا تتقاطع فيه مصالح روسيا مع مصالح الجهاديين في جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.

   و قد أثارت هجمات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الأخيرة في جنوب ووسط وشمال مالي في الأول من يوليو/تموز مخاوف من احتمال امتداد الإرهاب إلى السنغال وموريتانيا (هناك تواجد بالفعل). وفي الثالث من يوليو/تموز، أعلنت تقارير غير رسمية لتنظيم القاعدة ما يلي:

• تعديل هلى مستوى القيادة: تشير التقارير إلى تعيين أمير تمبكتو السابق في  نصرة الإسلام والمسلمين، طلحة الليبي، أبو هند، قائداً لولاية جديدة للجماعة تمتد على منطقة الحدود الثلاثية بين مالي وموريتانيا والسنغال (و تسمى ولاية خاي). ويُقال إنه كُلِّف بقطع الطرق الرئيسية المؤدية إلى خاي ونيورو ونيونو…

• شبكات دعم واسعة النطاق غالبًا ما تظل مخفية: وفقًا لمصادر من المنظمة التي يقودها إياد أغ غالي، فإن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين لديها عدد كبير من المتعاطفين (خلايا نائمة) في السنغال ووجود كبير لمقاتليها في قرى الحدود الموريتانية المجاورة لمالي.

تقييم السلامة الحالي

   بينما تنشط جماعة نصرة الإسلام والمسلمين حاليًا في مناطق قريبة من الحدود السنغالية، لا يوجد بالفعل دليل واضح على وجود منظم لها داخل السنغال. ومن شبه المؤكد أن لها روابط لوجستية في السنغال، وتضم في صفوفها العديد من المقاتلين من أصل سنغالي، بمن فيهم الفولاني والبامبارا، وجماعات عرقية أخرى مرتبطة تقليديًا بحكومتي مالي والسنغال.

   يَعبر مقاتلو الجماعة من حين لآخر إلى المناطق المتاخمة لولادة خاي وكوليكورو وسيغو، وقد تعرضت الجماعة لهجمات على الحدود الموريتانية من قبل فاغنر (المعروفة الآن باسم الفيلق الأفريقي) والقوات المالية. مع ذلك، لا تنفذ الجماعة أي هجمات في موريتانيا حاليًا، وهناك تكهنات بأنها قد تكون في حالة تهدئة غير رسمية مع الحكومة الموريتانية.

التوقعات

   وبحسب محللين أمنيين، فإن خطر شن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين هجمات في السنغال أو موريتانيا يظل منخفضا على المدى القصير، لكنه يشكل تهديدا متزايدا لكلا البلدين على المدى المتوسط والطويل.

   و من المحتمل شنّ هجمات انتقامية ضد القوات السنغالية داخل الأراضي المالية، وخاصةً قرب الحدود، إذا تزايدت العمليات المشتركة بين قوات الأمن المالية والسنغالية. ويُقال إن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تعتبر هذا التعاون استفزازًا لها، مما قد يؤثر على قراراتها بشأن شنّ هجمات على طول الحدود في المستقبل القريب، أو تنفيذ عمليات ردع ضد أهداف إقتصادية في حوض نهر السنغال.

   أما في حالة موريتانيا، فإن مقاتلي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الذين يعبرون الحدود يومياً، على الأقل من حين لآخر، قد يشتبكون في أي وقت مع قوات الأمن الموريتانية في المستقبل القريب، لكن يبقى مستوى التهديد الجدّي منخفض.

دعم الصحافة الحرة

إن كرمكم يمكّننا من النهوض بمهمتنا والعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع.

تركز حملتنا على تعزيز العدالة والسلام وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. نحن نؤمن بشدة بأهمية فهم أصل هذا النزاع وتعقيداته حتى نتمكن من معالجته بفعالية والعمل على إيجاد حل يحترم حقوق وكرامة جميع الأطراف المعنية.

إن كرمكم ودعمكم ضروريان لعملنا.
بمساعدتكم، يمكننا أن نرفع أصواتنا ونرفع الوعي بالوضع في الصحراء الغربية ونقدم المساعدة الإنسانية لمن يحتاجها وندعو إلى حل سلمي وعادل للنزاع.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار