”يبدو أن كبير الدبلوماسيين الجزائريين يريد إختبار مدى إستعداد الأطراف المتصارعة لمحاولة تخفيف التوترات“.
الجزائر، 30 يوليو 2021 (ECSAHARAUI)
شرع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في جولة دبلوماسية نحو عواصم أفريقية مختلفة، بدئها من إثيوبيا، حيث يوجد مقر المنظمة القارية الإتحاد الأفريقي وهي بالمناسبة تعد من بين الهيئات المفضلة لهذا الدبلوماسي المخضرم، الذي تم تعيينه مؤخرًا على رأس وزارة للخارجية الجزائرية في إطار إصلاح الحكومة الجديدة التي أعلنها الرئيس عبد المجيد تبون مؤخرا.
وتأتي الجولة الأفريقية في وقت يأمل العمامرة في قيادة الجهود الدبلوماسية لبلاده بفاعلية، خاصة بعد الأحداث الأخيرة في المنطقة، في وقت حصلت فيه إسرائيل على وضع مراقب في الإتحاد الأفريقي بعد 20 عامًا من الجهود الدبلوماسية وأيضا في ضوء توترات دبلوماسية غير مسبوقة بين الجزائر والمغرب.
وقد أبدى العمامرة قلقه بشأن المشاكل الأفريقية التي وضعت على رأس جدول أعمال محادثاته مع رئيس الدبلوماسية التونسية عثمان الجرندي، خلال ناقش الأحداث الأخيرة في تونس، والوضعية الحرجة التي تمر بها البلاد بعد قرار الرئيس قيس سعيد تعليق مهمة البرلمان لمدة 30 يومًا وتولى جميع السلطات التنفيذية من خلال تفعيل الدستور.
الوزير الجزائري أعلن في تغريدة على حسابه الشخصي على تويتر أنه عقد إجتماعًا مع عثمان الجرندي وزير خارجية الجمهورية التونسية الشقيقة، حيث تم التعرض إلى تطورات الوضع الوبائي وجهود إحتواء الوباء في كلا البلدين.
ويحاول العمامرة، الذي يسعى إلى إحياء دبلوماسية بلاده في القارة الأفريقية، تقييم ما إذا كان يمكن لوساطة جزائرية أن تحل النزاع المستمر حول سد النهضة الإثيوبي الكبير بين القاهرة والخرطوم من جهة وأديس أبابا من جهة أخرى.
بهذا المعنى، يبدو أن كبير الدبلوماسيين الجزائريين يريد إجراء إختبار على الأرض لمعرفة ما إذا كانت الأطراف المتنازعة، لاسيما مصر وإثيوبيا، سيقبلان الوساطة لتقليل التوترات أو بدء المحادثات، تقودها الجزائر بغرض إحتواء الأزمة.
قبل السفر إلى القاهرة والخرطوم، غرد العمامرة: “تشرفت اليوم (الأربعاء) بلقاء رئيسة جمهورية إثيوبيا، ساهلي وورك زودي، التي نقلت لها تحية أخوية ورسالة من الرئيس عبد المجيد تبون، كما ناقشنا مختلف القضايا المتعلقة بالعلاقات الإستراتيجية بين الجزائر وإثيوبيا والوضع الأمني والسلام في قارتنا وآفاق تعزيز الشراكة الأفريقية العربية والإتفاق على إقامة تعاون متعدد الأوجه وتعزيز الشراكة على المستوى الإقليمي، هذا بالإضافة لنقاش عميق حول أزمة نهر النيل”
يريد العمامرة، الذي يتمتع بخبرة واسعة في الشؤون الأفريقية بعد المواقف الأمنية الرئيسية للإتحاد الأفريقي ومكافحة الإرهاب، إحياء دور بلاده في القارة من خلال إطلاق دفعة وساطة من شأنها أن تحل أزمة خطيرة على نهر النيل.
”وصول الوزير الجزائري إلى إثيوبيا، من المرجح أن يكون إختبار عملي على الأرض لكل من مصر والسودان لإطلاق خطته“
إن الجزائر تراهن على ثقل إثيوبيا ومصر في تحصين الإتحاد الأفريقي ضد التسلل الإسرائيلي الأخير، لهذا قللت الجزائر في البداية من أهمية منح إسرائيل صفة مراقب في الإتحاد الأفريقي قبل أن تعرب عن قلقها إزاء ذلك، حيث أوضحت في بيانها “أن هذا القرار جاء دون المرور عبر مشاورات مسبقة مكثفة مع جميع الدول الأعضاء، على الرغم من أنه لن يضفي الشرعية على ممارسات وسلوكيات المراقب الجديد الذي يتعارض تمامًا مع القيم والمبادئ والأهداف المنصوص عليها في “القانون التأسيسي” هكذا جاء البيان دون الإشارة صراحة إلى إسرائيل.
موقف الجزائر تجاه إنضمام مراقب جديد في الإتحاد الإفريقي ورغبة إعادة تفعيل دور هذه القوة الإقليمية في القارة، هو ما يوحي أن جولة العمامرة الأفريقية محاولة لتفعيل العمل العربي المشترك داخل الإتحاد الأفريقي، خاصة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقضية الأمن المائي في ضوء تهديدات لموارد دولتين عربيتين رئيسيتين في إفريقيا وهم مصر والسودان.