الشهيد الحافظ، 06 يوليو 2020 (ECSAHARAUI)
ترأس الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، اجتماعاً للمكتب الدائم للأمانة الوطنية، هذا الإثنين، 06 يوليو 2020. وبعد استحضار أهم خلاصات وقرارات الاجتماع السابق، قدم الوزير الأول، رئيس الآلية الوطنية للوقاية من وباء كورونا، إحاطة عن الوضعية العامة، استكملت بعرض قدمه وزير الداخلية، تلاه وقدم مسؤول أمانة التنظيم السياسي بإحاطة أخرى حول الوضعية السياسية والمعنوية، ليقدم رئيس المجلس الوطني إحاطة عن أشغال الدورة الحالية للمجلس، متبوعاً بإحاطة من وزير شؤون الأرض المحتلة والجاليات، ليختم وزير الشؤون الخارجية بإحاطة عن آخر تطورات القضية الوطنية.
ومرة أخرى، سجل المكتب بارتياح استقرار الحالة الصحية بشكل عام، وعدم تسجيل أية إصابة بداء كورونا في مخيمات اللاجئين والأراضي المحررة، مثمناً عمل اللجنة الوطنية للوقاية من وباء كورونا والأطقم الطبية والأجهزة الأمنية، ومطالباً المواطنات والمواطنين بمزيد التجاوب والجدية والتعاون لحماية شعبنا من هذه الجائحة. ووجه المكتب تحية خاصة إلى جيش التحرير الشعبي الصحراوي إزاء الجهود التي يبذلها في هذا السياق، وفي تجسيد سيادة الدولة الصحراوية على ترابها المحرر، والتصدي لسياسات دولة الاحتلال المغربي واستهدافها لبلادنا وللمنطقة عموماً، بسعيها لإغراقها بالمخدرات ودعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية.
وفي سياق متصل، جدد المكتب الدائم شديد الإدانة إزاء إقدام دولة الاحتلال المغربي على تسهيل تنقل المستوطنين المغاربة من مناطق داخل المملكة المغربية، موبوءة بداء كورونا، إلى الأراضي المحتلة من الجمهورية الصحراوية، ما أدى إلى انتشار سريع ومتزايد لهذا الوباء في تلك الأراضي، ما يعرض المواطنين الصحراويين تحت الاحتلال لخطر داهم. وحمل المكتب دولة الاحتلال المغربي المسؤولية عن تبعات هذا العمل العدواني اللا إنساني الخطير، وطالب الأمم المتحدة بتحمل المسؤولية في حماية المواطنين الصحراويين، والتعجيل بإطلاق سراح الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية، الموبوءة هي الأخرى، والتحاقهم بوطنهم وذويهم.
وتوقف المكتب كذلك عند انطلاق فعاليات البرنامج الصيفي للشباب والطلبة، بما فيه الجانب البديل لبرنامج عطل في سلام، وحيا مستوى التجاوب والحضور والاستعداد الذي أبداه شباب وجماهير وسلطات شعبنا في مختلف الولايات والمؤسسات، في محطة نضالية أخرى من كفاح شعبنا، رغم الأوضاع الناجمة عن انتشار وباء كورونا في العالم والظروف المناخية الصعبة.
كما سجل المكتب مستوى التعاطي الجيد بين المؤسستين التشريعية والتنفيذية، وروح المسؤولية العالية خلال نقاش المجلس الوطني لبرنامج الحكومة، في أفق المصادقة عليه.
وعلى الواجهة الخارجية، سجل المكتب الموقف المعلن من طرف الاتحاد الأوروبي، والذي يجدد التأكيد فيه على عدم الاعتراف بأية سيادة للمملكة المغربية على الصحراء الغربية. وألح المكتب على ضرورة انسجام ممارسات الاتحاد مع هذا الموقف، في اتساق مع ميثاق وقرارات الأمم المتحدة، باعتبار الصحراء الغربية والمملكة المغربية بلدا منفصلان ومتمايزان، وبالتالي امتناع الاتحاد عن توقيع أي اتفاق مع دولة الاحتلال المغربي يشمل هذه الأجزاء، كون ذلك انتهاك صارخ للقانون الدولي، عبر مشاركة صريحة ومخجلة في عملية نهب واستغلال لا شرعي للثروات الطبيعية للشعب الصحراوي.
وفي سياقِ توقف المكتب عند ملفات معينة تهم الشأن الوطني، للاطلاع والدراسة والتقييم، خصص الاجتماع حيزاً هذه المرة لملف الإعلام، بعد عرض قدمه وزير القطاع، فصل فيه عدداً من المحاور التي وضعت الحضور في صورة شاملة عن وسائط الإعلام الوطنية، تاريخها وتطورها وتجربتها ووضعها الراهن وآفاق عملها بشكل عام، وخاصة في سياق تطبيق مقررات المؤتمر الخامس عشر للجبهة، مؤتمر الشهيد البخاري أحمد بارك الله.
وفي مداخلته، أبرز رئيس الجمهورية أن اجتماع المكتب الدائم يعقد في ظروف استثنائية يطبعها انتشار فيروس كورونا عبر العالم ، شاكرا المولى عز وجل على عدم تسجيل أية إصابة على مستوى مخيمات اللاجئين الصحراويين والأراضي المحررة.
ونبه رئيس الجمهورية مجدداً إلى خطورة الوضعية الراهنة، إزاء استمرار انتشار وباء كورونا في العالم وفي مناطق مجاورة، مشدداً على ضرورة الصرامة في التقيد بالإجراءات الاحترازية والوقائية، والالتزام بالتعليمات الصحية، وخاصة بمشاركة واعية ومسؤولة ودائمة من طرف المواطنات والمواطنين، واستثمار البرنامج الصيفي للشباب والطلبة من أجل التحسيس وخلق المزيد من اليقظة والحذر.
وانتهز رئيس الجمهورية المناسبة ليتوجه بالتحية والتهنئة إلى الشعب الجزائري الشقيق، بقيادة سيادة الرئيس عبد المجيد تبون، بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لعيدي الاستقلال والشباب، والتي تميزت هذه السنة بحدث استثنائي، ألا وهو استعادة جماجم ورفاة شهداء المقاومة الوطنية الجزائرية.
واعتبر رئيس الجمهورية أن عودة هؤلاء الشهدءا ليدفنوا في أرضهم، التي ضحوا من أجلها وسقوها بدمائهم الطاهرة، من أبرز الأحداث التي شهدتها الجزائر منذ استقلالها. وأضاف ” لقد أوفى الشعب الجزائري وجيشه المغوار لعهد هؤلاء الشهداء، سواء من خلال تحقيق الاستقلال أو من خلال استعادة رفاتهم ودفنهم في بلادهم”.
وأكد رئيس الجمهورية بهذه المناسبة أن الشعب الصحراوي معتز وفخور بالجزائر وبموقفها المبدئي الداعم لكفاحه العادل، وبالعلاقات المتميزة التي تجمع الشعبين الشقيقين، مؤكداً أن الصحراويين يستمدون من الجزائر روح المقاومة والكفاح والصمود. فالشعب الصحراوي سيواصل معركته متمسكاً بعروة الوحدة الوطنية الوثقى، وسيتصدى لكل سياسات ومؤامرات العدو، وسيمضي على درب بلوع أهدافه في الحرية والاستقلال، مجدداً التزام القيادة الصحراوية بالوفاء بعهد الشهداء والتمسك بخطهم حتى التحرير وجمع الشمل واستكمال سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني.
كفاح، صمود وتضحية لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية.