يطيب لي أن أتقدم إلى فخامتكم، ومن خلالكم إلى الشعب الجزائري الشقيق، بأحر التهاني القلبية الصادقة، وهو يحتفل بإحراز المنتخب الجزائري لكرة القدم كأس بطولة إفريقيا للأمم، هذه الجمعة المباركة، والمقامة في جمهورية مصر العربية.
لقد قدم أشبال المدرب الشاب جمال بلماضي درساً رائعاً للعالم أجمع في الوطنية الصادقة وروح الاستماتة والشجاعة التي تميز محاربي الصحراء للدفاع عن الجزائر وشعب الجزائر ومكانة الجزائر وعزتها ورفعتها.
في شهر جويلييه، شهر عيد الشباب والاستقلال، أبي محاربو الصحراء إلى أن يسجلوا انتصاراً تاريخياً جديداً، وأن يصنعوا للشعب الجزائري فرحة لا توصف وهدية لا تقدر بثمن، هو جدير بها ويستحقها دون شك، وهو الذي كان في الموعد دائماً، وانتقل بالآلاف، بمن فيهم رئيس الدولة، لتشجيع المنتخب في عين المكان، وظل يرافق فريقه حتى ليخيل إليك أن أكثر من أربعين مليوناً من الجزائريين كلهم لاعبون، ولكن تتيقن بأنهم محاربون ومستعدون لكل ما تطلبه الجزائر من عرق ودموع ودماء وتضحيات جسام.
لقد بدا واضحاً منذ أول مباراة للفريق الجزائري أن هناك إصراراً وتصميماً وعزماً أكيداً للاعبين والمدرب والطاقم الفني على انتزاع اللقب الإفريقي الثاني. ومع توالي المباريات، صنع المنتخب الجزائري الفرجة والمتعة والمهارة والاحترافية والروح الرياضية التنافسية العالية، ولكن أيضاً نقل إلى العالم صورة ذلك الشعب الجزائري البطل المستميت الذي لا يعرف الاستسلام أوالتردد طريقاً إلى قلبه.
تلكم الصور وتلكم العبر وتلكم القيم النبيلة التي دفع من أجلها الشعب الجزائري مليون ونصف المليون شهيد هي التي يستلهمها الشعب الصحراوي المكافح، وهو يتابع كل مباريات المنتخب الوطني الجزائري، بكل أخبارها وكل تفاصيلها، الكبيرة والصغيرة، ويخرج بحماس منقطع النظير، في الأراضي الصحراوية المحررة وفي مخيمات العزة والكرامة وفي الأرض المحتلة والجاليات وفي كل مواقع تواجده، كلما قدم أبطال الجزائر انتصاراً جديداً.
فهنيئاً لهذا المنتخب الرائع وهنيئاً لهذا الشعب العظيم وتقبلوا، فخامة الرئيس والأخ العزيز، أصدق التهاني وأسمى عبارات التقدير والاحترام.