الشهيد الحافظ، 18 يونيو 2020 (ECSAHARAUI)
ترأس الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، اجتماعاً للمكتب الدائم للأمانة الوطنية، هذه الخميس، 18 يونيو 2020. وتضمن جدول الأعمال جملة من النقاط، عبر عدد من الإحاطات والعروض التي مست مختلف جوانب الشأن الوطني.
الاجتماع، وبعد قراءة فاتحة الكتاب، ترحماً على أرواح الشهداء، توقف عند تخليد اليوم الوطني للمفقود، المصادف لاختطاف قائد انتفاضة الزملة، محمد سيد إبراهيم بصيري، مجدداً مطالبة السلطات الإسبانية بالكشف عن مصيره، ومطالباً الأمم المتحدة وكل منظمات حقوق الإنسان للضغط على دولة الاحتلال المغربي للكشف عن مصير أكثر من 651 مفقوداً صحراوياً، جراء غزوها واحتلالها العسكري للصحراء الغربية في 31 أكتوبر 1975، وما رافقه من جرائم وفظائع وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وقد استمع المكتب إلى عرض حول الاجتماع الأخير لهيئة أركان جيش التحرير الشعبي الصحراوي، ثم ملخص عن قرارات الاجتماع السابق للمكتب، متبوعاً بعروض عن الوضع العام، قدمها الوزير الأول، رئيس الآلية الوطنية للوقاية من وباء كورونا، ثم كل من مسؤول أمانة التنظيم السياسي، ورئيس المجلس الوطني ووزير الشؤون الخارجية، ووزير شؤون الأرض المحتلة والجاليات، ليتم التوقف عند تقارير حول الجولات الميدانية لأعضاء الأمانة الوطنية والحكومة على مختلف الولايات والمؤسسات.
وفي سياق قرار المكتب دراسة ملفات وطنية خلال اجتماعاته، قصد التقييم وتحسين الآداء، تناول الاجتماع بالدراسة والنقاش عرضاً قدمه وزير التنمية الاقتصادية وآخر عن مؤسسة الهلال الأحمر الصحراوي.
وحيا المكتب الدائم جيش التحرير الشعبي الصحراوي، متوقفاً عند تنفيد مختلف محطات البرنامج السنوي، في سياق الجاهزية الدائمة للاضطلاع بمهمة التحرير، منوهاً بالجهود الجبارة المبذولة، وخاصة في أجواء التعاطي مع انتشار وباء كورونا، لحماية سيادة وأمن الأراضي المحررة والتصدي للتحديات الأمنية، خاصة تلك الناجمة عن التدفق الممنهج للمخدرات من دولة الاحتلال المغربي، وعلاقة ذلك الوثيقة بتمويل وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية، وما يشكله من تهديد مستمر للأمن والاستقرار في كامل المنطقة.
المكتب الدائم توقف على سير البرامج الوطنية، في ظل الوضعية الاستثنائية، وانتظام الخدمات وتلبية الاحتياجات الأساسية. وسجل المكتب مرة أخرى وبارتياح استقرار الحالة الصحية عامة، وعدم تسجيل أية إصابة بداء كورونا في أوساط المواطنين الصحراويين في الأراضي المحررة ومخيمات العزة والكرامة، مشيداً بجهود اللجنة الوطنية للوقاية من داء كورونا والأطقم الطبية وبالتجاوب الجيد مع إجراءات الآلية الوطنية وامتداداتها.
وسجل المكتب كذلك استمرار عمل لجان المجلس الوطني الصحراوي مع مختلف مكونات الجهاز التنفيذي، بعد الافتتاح الرسمي لدورته، لمناقشة البرنامج السنوي للحكومة.
كما تطرق المكتب إلى إحياء المناسبات الوطنية التي خلدها الشعب الصحراوي، والتي كانت آخرها الذكرى الخمسون لانتفاضة الزملة، في كل مواقع تواجده، بكل ما تحمله من دلالات ومعاني الصمود والمقاومة المستمرة، وهو ما تؤكده اليوم انتفاضة الاستقلال البطولية، رغم كل ما تتعرض له من قمع وتنكيل وحصار.
كما استمع المكتب إلى عرض عن البرنامج الصيفي للشباب والطلبة الذي يقام هذه السنة في ظل ظروف يميزها انتشار وباء كورونا وإلغاء برنامج عطل في سلام. البرنامج الذي يستهدف التأطير وخلق أجواء التواصل والارتباط بالأرض والتاريخ الوطني، سيركز على محاور عديدة، من قبيل التأهيل والتكوين وتنمية القدرات وتنظيم ورشات وأنشطة إعلامية وتحسيسية وثقافية ورياضية وتطوعية وتضامنية وغيرها.
على الواجهة الخارجية، توقف المكتب عند الجمهورية الصحراوية المشاركة المنتظمة في مختلف برامج وفعاليات الاتحاد الإفريقي، مشيداً بموقف الاتحاد المبدئي إزاء مشاركة الدول الأعضاء في اللقاءات مع شركاء الاتحاد، رغم محاولات التضليل والمغالطة التي تعتمدها دعاية دولة الاحتلال المغربي.
المكتب الذي طالب الأمم المتحدة بتحمل المسؤولية للتعجيل بإطلاق سراح الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية، وخاصة إزاء الخطر المحدق بهم جراء استشراء وباء كورونا في تلك السجون، عاد ليؤكد على المسؤولية القانونية، السياسية والأخلاقية للدولة الإسبانية، والتي لن تسقط عنها، ما لم تنفذ التزاماتها الدولية تجاه تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال.
رئيس الجمهورية توقف في مداخلته عند أهمية الجولات الميدانية لأعضاء الأمانة والحكومة إلى الولايات والمؤسسات الوطنية، ودورها في التحسيس والتواصل.
وشدد رئيس الجمهورية على أن الوضعية الراهنة هي وضعية استثنائية، وأن الخطر المحدق جراء انتشار وباء كورونا لا زال قائماً، خاصة مع استمرار انتشار الوباء بل واتساعه في بعض المناطق المجاورة.
وأكد الرئيس في هذا السياق بأن واجب الجميع في هذا الوقت الصعب هو التحلي بكل الصرامة في التقيد بالتعليمات الصحية والإجراءات الوقائية والتقليل، إلى أقصى حد، من حركة الأفراد والآليات.
كفاح، صمود وتضحية لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية.