back to top
30 مايو 2025

الدور الوظيفي للمخزن المغربي في السياسة الإسرائيلية في إفريقيا و العالم العربي

تابع القراءة

مدريد (ECS).- في سياق إعادة ترتيب الخريطة الجيوسياسية في العالم العربي والإسلامي والأفريقي، يزداد الاهتمام بدور النظام المغربي، المعروف بـ«المخزن»، كحليف استراتيجي للحركة الصهيونية. إن العلاقات بين الرباط وتل أبيب التي بدأت بهدوء في عهد الحسن الثاني، اكتسبت في السنوات الأخيرة بعدًا أكثر عمقًا من خلال تعاون أمني ودبلوماسي واقتصادي على الصعيد الإقليمي.

هذه الشراكة تجاوزت الإطار الثنائي لتجعل من المغرب محورًا رئيسيًا في استراتيجية النفوذ الإسرائيلي في عدة مناطق رئيسية، لا سيما إفريقيا والعالم العربي والإسلامي. وتوفر تصريحات الصحفية المغربية شامة درشول، التي قالت إن المغرب يمثل ركيزة أمنية مهمة لإسرائيل ضد العرب والمسلمين، منظورًا واضحًا لطبيعة هذه العلاقة.

تهدف هذه الدراسة إلى تحليل دور المخزن في الاستراتيجية الإسرائيلية الإقليمية، مع التركيز على القنوات المستخدمة مثل جوازات السفر المغربية، المنظمات المدنية، النخب الاقتصادية، ووكلاء النفوذ. كما تسعى إلى فهم تداعيات هذه الشراكة على التوازنات الإقليمية والأمن الجماعي للعالم العربي والإسلامي، الذي غالبًا ما يُغفل في التحليلات التقليدية.

2. الجذور التاريخية للعلاقة المغربية الإسرائيلية

2.1 التعاون السري في عهد الحسن الثاني

ترجع العلاقة بين المغرب وإسرائيل إلى ستينيات القرن الماضي، حيث تميزت بتعاون سري واستراتيجي. ففي عام 1965، خلال قمة جامعة الدول العربية في الدار البيضاء، سمح الملك الحسن الثاني لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) بتسجيل محادثات قادة الدول العربية سرًا. ساهمت هذه المعلومات بشكل كبير في انتصار إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967 (مصدر).

كما قدمت إسرائيل للمغرب أسلحة وتدريبًا لقوات الأمن المغربية مقابل هذا التعاون، وقد لعب هذا الدور أيضًا في اختطاف وقتل المعارض المغربي المهدي بن بركة عام 1965 (مصدر).

2.2 استخدام المغرب كمنصة نفوذ

مع مرور الزمن، أصبح المغرب منصة للعمليات الإسرائيلية في إفريقيا والعالم العربي. قامت شخصيات إسرائيلية بارزة مثل جولدا مئير وموسى ديان بزيارات سرية للمغرب بدعم لوجستي من الملك الحسن الثاني (مصدر).

سمح هذا التعاون لإسرائيل ببناء وجود خفي في المنطقة، مما سهل عملياتها الاستخباراتية ونفوذها. في المقابل، استفاد المغرب من دعم أمني واستخباراتي عزز استقراره.

3. المغرب في الاستراتيجية الإقليمية لإسرائيل

3.1 وسيط نفوذ حاسم رغم غيابه الرسمي

تجاوزًا للعلاقات الرسمية واستئناف العلاقات الدبلوماسية عام 2020 ضمن اتفاقات أبراهام، يلعب المغرب دورًا مركزيًا في تعزيز النفوذ الإسرائيلي في إفريقيا والعالم العربي والإسلامي. يتعدى هذا الدور القنوات الدبلوماسية ليشمل شبكات غير رسمية من الشخصيات المغربية، مثل رجال الأعمال، ونشطاء المجتمع المدني، والصحفيين، والمسؤولين الدينيين، الذين يدعمون مصالح إسرائيل تحت غطاء مغربي.

تعتمد إسرائيل على هذه الشبكة للقيام بأعمال لا يمكنها تنفيذها بشكل مباشر بسبب حساسية وجودها الرسمي في بعض البلدان ذات المعارضة الشعبية الكبيرة تجاهها. إذ تستخدم منظمات مغربية في غرب إفريقيا والشرق الأوسط أحيانًا كواجهات لتحقيق مصالح إسرائيلية مع الحفاظ على غطاء مغربي.

3.2 جوازات السفر والمنظمات والجاليات: أدوات النفوذ الناعم

تُعد جوازات السفر المغربية من بين الأدوات الأكثر فاعلية، حيث يستخدمها عملاء إسرائيليون أو مزدوجو الجنسية للتنقل بحرية والعمل في مناطق حساسة (مصدر).

إضافة لذلك، تستخدم بعض المنظمات غير الحكومية المغربية كأدوات لنقل المصالح الإسرائيلية، خاصة في المجالات الإنسانية والثقافية والتنموية، خصوصًا في إفريقيا جنوب الصحراء والعالم العربي (مصدر).

يلعب المجتمع اليهودي المغربي في إسرائيل والعالم دورًا مهمًا كوسيط ثقافي وسياسي بين الرباط وتل أبيب، مما يعزز من النفوذ الاستراتيجي الإسرائيلي عبر هذه الشبكة العابرة للحدود.

3.3 إسرائيل في صلب العقيدة الأمنية المغربية

تعمقت التعاونات الأمنية بين المغرب وإسرائيل بعد التطبيع، بما يشمل مجالات الأمن السيبراني وتبادل المعلومات والتقنيات العسكرية. ولكن هذا التقارب ليس حديث العهد؛ إذ تشير تحليلات إلى أن العقيدة الأمنية المغربية تأثرت بشكل كبير بالنماذج الإسرائيلية في مراقبة الجماهير وإدارة الاحتجاجات (مصدر).

يرى الإسرائيليون في المغرب ليس فقط حليفًا سياسيًا، بل مختبرًا للتعاون الأمني يُستخدم كنموذج لتوسيع نفوذهم في إفريقيا والدول العربية.

4. وسائل الاختراق: الهويات، الجمعيات، الشبكات

4.1 الاستخدام الاستراتيجي لجوازات السفر المغربية

يعد استغلال جوازات السفر المغربية أحد أهم أدوات التعاون، حيث تمكّن من التنقل غير المراقب في دول الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا (مصدر).

4.2 الجمعيات والمنظمات كواجهات نفوذ

العديد من الجمعيات المغربية العاملة في مجالات الثقافة والتنمية تمثل أحيانًا واجهات لنقل المصالح الإسرائيلية، خصوصًا في المناطق الجغرافية الحساسة (مصدر).

4.3 النخب المغربية: فاعلون رئيسيون في المشروع الإسرائيلي

تضم هذه الشبكات رجال أعمال، مفكرين، وصحفيين متعاونين مع الجهات الإسرائيلية لتسهيل تنفيذ الأهداف المشتركة في إفريقيا والعالم العربي (مصدر).

5. شهادات وتحليلات معاصرة

5.1 شهادة شامة درشول

في تصريحات حديثة، قالت الصحفية المغربية شامة درشول إن المغرب يشكل عنصرًا أمنيًا حاسمًا لإسرائيل في مواجهة العرب والمسلمين، مما يؤكد أن العلاقة ليست فقط دبلوماسية بل أمنية واستراتيجية (مصدر).

5.2 دور السفير والمركز البحثي الإسرائيلي في واشنطن

أكد الدبلوماسي الإسرائيلي المسؤول عن مركز أبحاث استراتيجي في واشنطن على أهمية المغرب كقاعدة أمنية وتكتيكية في إفريقيا والشرق الأوسط (مصدر).

6. تداعيات على الأمن القومي العربي والإسلامي

6.1 تهديد مباشر للاستقرار الإقليمي

تشكل الشراكة المغربية الإسرائيلية في مجالات الأمن والاستخبارات تهديدًا للأمن الجماعي العربي والإسلامي، إذ تسهل مراقبة القوى المناهضة وتفتيت التضامن العربي (مصدر).

6.2 بناء شبكات تجسس ونفوذ ناعم

تساهم هذه التحالفات في تأسيس شبكات تجسس واسعة تؤثر على السياسات الداخلية والخارجية للدول العربية والإسلامية.

دعم الصحافة الحرة

إن كرمكم يمكّننا من النهوض بمهمتنا والعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع.

تركز حملتنا على تعزيز العدالة والسلام وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. نحن نؤمن بشدة بأهمية فهم أصل هذا النزاع وتعقيداته حتى نتمكن من معالجته بفعالية والعمل على إيجاد حل يحترم حقوق وكرامة جميع الأطراف المعنية.

إن كرمكم ودعمكم ضروريان لعملنا.
بمساعدتكم، يمكننا أن نرفع أصواتنا ونرفع الوعي بالوضع في الصحراء الغربية ونقدم المساعدة الإنسانية لمن يحتاجها وندعو إلى حل سلمي وعادل للنزاع.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار