باريس، 07 ماي 2020 (ECSAHARAUI)
أعرب المؤرخ الفرنسي أوليفيه لوكور غراندميزون المختص في مسائل المواطنة إبان الثورة الفرنسية والمسائل ذات الصلة بالتاريخ الاستعماري، في مقال نشر على مدونته عشية إحياء الجزائر للذكرى الـ75 لمجازر الـ8 ماي 1945، صمت فرنسا الرسمية حيال تلك المجازر، موضحا أن أسر وعائلات أولئك الضحايا لا زالوا ينتظرون إعتراف فرنسا بتلك الجرائم التي إقترفت خلال الثورة التحريرية ما بين 1954 و 1962، مشيرًا في هذا الصدد أنه لا فرانسوا هولاند رئيس الجمهورية الفرنسية الأسبق، و لا حتى الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، إلتزمًا بهذا النهج رغم تصريح هذا الأخير خلال زيارته للجزائر في فبراير 2017، كمرشح للانتخابات الرئاسية بأن “الاستعمار كان جريمة ضد الإنسانية.
المقال تطرق كذلك إلى إعتراف ماكرون قبل سنتين بأن عالم الرياضيات الشاب والمناضل في الحزب الشيوعي الجزائري، موريس أودان، “قد توفي سنة 1957 تحت التعذيب، جراء النظام الذي طبقته فرنسا في الجزائر، كما أعرب في ذات السياق عن أسفه لكون “هذا الإعتراف الهام لم يتبع بأي عمل آخر” ما يوحي أن ذلك كان مجرد خطة تكتيكية كلاسيكية تتمثل في التنازل عن نقطة واحدة للحفاظ على الأساسيات بشكل أفضل.
من جهة أخرى تطرق المؤرخ أوليفيه إلى الوثيقة التي صادق عليها بالإجماع المجلس المحلي بباريس في 2015 تنص على أن مجازر سطيف، گالمة، وخراطة تعتبر جرائم حرب وجرائم دولة، واللوحة التذكارية التي وضعت بمرسيليا سنة 2014، تذكر بما حصل في الجزائر وساحة 8 مايو 1945 بمدينة غيفورز بفضل مثابرة منتخبة بالمجلس المحلي آمال قصة، موضحا أنها خطوات تجعل فتح الأرشيف بأكمله و إنشاء مكان للذاكرة خاص بالضحايا أمر مطالب به،
وأشار السيد غراندميزون، أن هناك تقدما ملموسا وشجاعا من جهة، وإنعداما للإرادة والمضي في الإنكار والإزدراء من جهة أخرى، رغم إعتراف سفير فرنسا بالجزائر هوبير كولين دي فارديار، سنة 2005 بسطيف، بأن ما حدث للجزائريين مأساة لا تُغتفر، ثم خلفه بثلاث سنوات برنار باجولي الذي أكد هو الآخر خلال زيارة إلى گالمة، على المسؤولية الكبرى للسلطات الفرنسية لتلك الفترة، في إهتياج الجنون القاتل، الذي خلف آلاف الضحايا الأبرياء، موضحًا أن ما قاله برنار باجولي لم يتبعه أي تصريح رسمي من السلطات العليا يؤكد كلام السفير الذي إستشهد به المؤرخ للتأكيد على أن جرائم فرنسا في الجزائر تعتبر إهانة للمبادئ المؤسسة للجمهورية الفرنسية وقد لطخت تاريخها بوصمة لا تمحى.
وخلص أوليفيه لوكور غراندميزون، في مقاله إلى أن فرنسا جد متأخرة مقارنة بباقي المستعمرين السابقين الذين إعترفوا يالجرائم التي إقترفت في مستعمراتهم، خاصة ألمانيا الإتحادية في الإبادة الجماعية سنة 1904 لقبائل هيريرو و ناماس في الأراضي الجنوبية الغربية من إفريقيا، ناميبيا حاليا و بريطانيا فيما يخص مجازرها سنوات 1950 ضد ثورة قبائل الماو ماو بكينيا