عالي براهيم و لحبيب عبد الحي
نيويورك (ECS).- عقد مجلس الأمن الدولي يوم أمس جلسة خاصة لبحث تطورات مسار التسوية الأممي في الصحراء الغربية، عملا بقرار مجلس الامن الدولي الأخير في اكتوبر 2024، تحت رقم 2756، وذلك بناء على المعلومات الواردة في الإحاطة التي قدمها كل من ممثل الامين العام للامم المتحدة في الصحراء الغربية، ألكسندر إيڤانكو ومبعوث الامين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستافان ديمستورا الذي زار المنطقة بأيام قبل الجلسة.
و قد اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2024 القرار رقم 2756، الذي بموجبه مدد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية (المينورسو) لمدة عام آخر.
الجلسة التي ترأستها فرنسا العضو الدائم في المجلس و الداعمة للمغرب بحكم توليها للرئاسة الدورية للمجلس منذ فاتح أبريل، قد إستمعت في الاول إلى احاطة حول الوضع الميداني وعمل بعثة المينورسو، قدمها ألكسندر إيڤانكو، و التي حملت مجموعة من المعلومات تتعلق بالإمدادات لفرق البعثة المنتشرة على طول جدار العار المغربي، وأيضا حول العمليات العسكرية المتواصلة من طرف الجيش الصحراوي وايضاً الإعتداءات التي ينفذها سلاح الجو المغربي بطائرات بدون طيار في عدة مناطق على أهداف مدنية.
أيڤانكو، ابرز في تقريره موضوع التعاون مع فرق البعثة من قبل طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، بحيث اشار في عدة مرات إلى غياب التعاون الجاد في بعض المناسبات من قبل قوات الإحتلال المغربية وايضاً جبهة البوليساريو، مشددًا على أهمية رفع مستوى التعاون و تيسير عمل البعثة التي تتواجد في عدة نقاط على مستوى الجدار المغربي الفاصل للصحراء الغربية.
ستافان ديمستورا، الذي بدى وكأنه إصطدم هو الآخر بالواقع المعروف في ملف الصحراء الغربية، المتمثل في غياب إرادة حقيقة من قبل المغرب للمضي نحو استئناف مسار المفاوضات بين الطرفين برعاية الأمم المتحدة، الشيء الذي يوحي بإستحالة إستمراره في مهمة الوساطة التي عبر في مناسبة سابقة أن نهاية مهمته مرتبطة بعدم القدرة على عودة الطرفين لطاولة المفاوضات.
ديمستورا، عرض على مسامع اعضاء مجلس الأمن نتائج الزيارة التي قادته إلى المنطقة والتي لم تحمل أي جديد بالنظر إلى تشبث كلى الطرفين بموقفه، سيما المغرب الذي يرفض معالجة القضية وفق قرارات مجلس الامن والشرعية الدولية، لكونه يعتبر مقترحه “الحكم الذاتي” هو القاعدة الوحيدة للتفاوض، الشيء الذي من شأنه أن يضع حاجزاً أمام أي مفاوضات أو تطورات إيجابية نحو الحل النهائي للنزاع الذي يجب وفق قرارات مجلس الامن أن يستجيب لحق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير الذي تتشبث به جبهة البوليساريو.
إبراهيم غالي يستقبل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستافان ديمستورا
دي ميستورا لأعضاء مجلس الأمن: “استفيدوا من هذا الزخم لمنع الحرب”
أفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة للصحراء في إحاطته التي قدمها في الجلسة التي عقدت بمجلس الأمن الدولي يوم امس الاثنين خلف ابواب مغلقة قد دعا أعضاء المجلس إلى الاستفادة مما وصفه “بالزخم” لحل الصراع المستمر منذ فترة طويلة.
و أضافت الوكالة الفرنسية بأن دي ميستورا نبه أعضاء مجلس الأمن الدولي الى أن الأشهر الثلاثة المقبلة هي المفتاح لإنتاج خفض تصعيد إقليمي بين بصرف النظر عن خارطة طريق تعزز حل النزاع في الصحراء الغربية.
من جهة أخرى، و رحب دي ميستورا بزيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل باروت الأخيرة إلى الجزائر للحد من التوترات بين البلدين، حسب الوكالة الفرنسية.
جلسة مجلس الأمن اختتمت أشغالها كما بدأت دون تسجيل أي مؤشر إيجابي في مسار التسوية الأممي-الإفريقي، وهو ما يعطي إنطباعاً بإستمرار مسلسل المماطلة الذي يتبناه مجلس الأمن الدولي بقيادة فرنسا الداعم الرئيسي للمغرب داخل هذه الهيئة الدولية، التي تحولت إلى رهينة في يد بعض الدول الأعضاء الدائمين و وسيلة لضمان مصالحها في مختلف بقاع العالم.
“إجتماع مجلس الأمن و تأكيده على الحل الذي يكفل حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير رد واضح على دعاية دولة الاحتلال”