بقلم حسين أغ عيسى لنصاري
تم مؤخراً تسريب خبر اعتقال إنكينان أغ الطاهر، الضابط السابق في الجيش المالي والقائد العسكري الحالي في جبهة تحرير أزواد، من قبل السلطات النيجرية، ورغم التكتم الأولي لجبهة تحرير أزواد على الخبر، إلا أنه انتشر بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن يتم تأكيده أصلًا، مما يثير تساؤلات حول دوافع تسريبه وتوقيته.
تشير معلومات إلى أن إنكينان قد يكون حاملاً للجنسية النيجرية بجانب المالية، وهو عامل قد يلعب دوراً محورياً في تطورات الأزمة. فامتلاكه الجنسية قد يمنحه حماية قانونية معينة من النيجر، كما قد يضع نيامي في موقف حرج إذا قررت تسليمه لمالي، خاصة في ظل العلاقات المتوترة بين جبهة تحرير أزواد والسلطات المالية.
غويتا يسعى إلى استعادة «الكبرياء الجريح» للمجلس العسكري في معركة أشبرش (تنزاواتن)
أسباب التواجد في النيجر: علامات استفهام
هناك علامات استفهام حول اسباب تواجد إنكينان على الأراضي النيجرية، بعض التكهنات والتحليلات تشير إلى أنه ربما دخل النيجر في اطار وساطة فردية للافراج عن رهائن أجانب. وهناك احتمال آخر وهو أنه دخل الأراضي النيجرية لاغراض شخصية وربما عائلية بالتنسيق مع جهات نيجرية بحكم علاقاته هناك ليتم استدراجه بطريقة ما لاعتقاله.
من جهة أخرى، فإن علاقات إنكينان القديمة مع الأجهزة الأمنية النيجرية، والتي بنيت خلال فترة إقامته في نيامي بعد وضعه من قبل جماعة أنصار الدين (نصرة الإسلام و المسلمين) في القائمة السوداء واتهامه بالتخابر لصالح القوات الفرنسية من عملية برخان، قد تمنحه فرصة للتفاوض على الإفراج عنه. لكن انتشار الخبر قد يعقد هذه العملية، خاصة إذا كان الهدف من تسريبه هو الضغط على النيجر لمنع أي صفقة مع الجبهة.
و في هذا السياق، تواجه النيجر خيارات صعبة، حيث أن الإفراج عن إنكينان قد يثير غضب مالي، الحليف الاستراتيجي، بينما تسليمه لها قد يؤدي إلى توترات مع جبهة تحرير أزواد التي تكتمت على خبر اعتقاله على أمل الافراج عنه بشكل سريع وسري بدون أي ضجيج، ناهيك عن التداعيات القانونية والسياسية إذا كان إنكينان يحمل بالفعل الجنسية النيجرية.
على كل حال أي قرار تتخذه النيجر في هذا الموضوع سيكون له انعكاسات على علاقاتها الميدانية خاصة في ظل الحساسيات الأمنية الحالية في المنطقة، بصرف النظر عن التغييرات في التحالفات بهذا الجزء من القارة السمراء منذ الإنقلابات العسكرية و تأسيس تحالف دول الساحل.
