نيويورك، 22 أبريل 2021 (ECSAHARAUI)
كشفت مصادر إعلامية نقلا عن دبلوماسيين في الأمم المتحدة، أن الوثيقة التي تقدمت بها الولايات المتحدة للحصول على إجماع حول تطورات النزاع في الصحراء الغربية، تحمل ثلاث نقاط أساسية وهي دعوة الأطراف إتخاذ موقف “بناء” على الأرض مع بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة مينورسو وتسريع عملية تعيين مبعوث جديد للأمم المتحدة “من أجل إعادة إطلاق عملية سياسية مسدودة في أقرب وقت ممكن.
وذكرت نفس المصادر، أن الولايات المتحدة قد فشلت بالفعل في الحصول على إجماع لتمرير بيان مشترك لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى “تجنب التصعيد” في النزاع المسلح في الصحراء الغربية، حيث قال وفد كل من الهند والصين والدول الأفريقية الثلاث، “أن تمرير البيان يمكن أن يساء تفسيره ويؤدي إلى نتائج عكسية”.
و على الرغم من الطلب “المباشر للغاية” من مسؤول في الأمم المتحدة لـ “مجلس الأمن للتحدث علانية” بشأن التوتر المتزايد بين جبهة البوليساريو والمغرب، لم يتم التوصل إلى إتفاق، خلال جلسة نصف السنوية المغلقة لأعلى هيئة تابعة للأمم المتحدة ، يضيف المصدر.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد قدمت وثيقتها قصد تهيئة مجلس الأمن والحصول على إجماع بين مختلف الأعضاء للتصور الذي ترى أن بإمكانه إخراج النزاع من نفق التصعيد والتوتر المتواصل منذ ما يزيد عن خمسة أشهر والشلل الذي أصاب العملية السياسية قرابة السنتين.
ورغم محاولة واشنطن المدعومة من قبل الأمم المتحدة، فشل المجلس مجددا في الحصول على إجماع بشأن هذا التصور المطروح لمعاجلة القضية الصحراوية، وذلك -يضيف- بسبب رفض حلفاء المغرب لمحتوى وثيقة الولايات المتحدة الأمريكية، التي لم يكن موقفها كما كان يتوقع النظام المغربي ومن يدافع عن سياسته التوسعية داخل مجلس الأمن.
ودعا وفد كينيا بقوة إلى دعم وساطة الاتحاد الأفريقي، فيما عبرت أيرلندا عن دعمها الكامل لـحق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة، وتحاشت الولايات المتحدة المسؤولة التي ما تزال في طور مراجعة سياستها بشأن القضية الصحراوية إعتراف ترامب بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية.
من جانبها، أعادت روسيا للتعبير عن إدانتها الشديدة للقرار الأحادي الجانب للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مجددة دعوتها الإدارة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية إلى إلغائه”.
وكانت جبهة البوليساريو، قد أكدت في بيان لممثلها لدى الأمم المتحدة، عشية إختتام جلسة مجلس الأمن بشأن الصحراء الغربية، أن تقاعس مجلس الأمن الدولي يقوض أية أفاق للحل للنزاع في الصحراء الغربية، بل الأسوأ من ذلك يترك الباب مفتوحا أمام تصعيد الحرب الجارية منذ الـ13 نوفمبر بعد الخرق المقصود من قبل الإحتلال المغربي لوقف إطلاق النار في منطقة الكركرات خلف جدار العار.
كما أوضح “أن جلسة المشاورات المغلقة بشأن، شكلت مناسبة أخرى مواتية للمجلس لإبداء إلتزامه الفعلي بالحل السلمي والعادل والدائم لمسألة إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية وترجمة هذا الإلتزام إلى عمل حقيقي، بيد أن المجلس اختار موقف التقاعس ولم يأتِ بأي نتيجة ملموسة”.
وخلص البيان إلى أن الشعب الصحراوي لم يعد أمامه في مواجهة العمل العدواني المغربي المستمر وإزاء تقاعس الأمم المتحدة، أي خيار سوى ممارسة حقه المشروع في الدفاع عن النفس ومواصلة كفاحه التحريري للدفاع عن سيادته وتحقيق تطلعاته الوطنية في الحرية والاستقلال.