بسم الله الرحمن الرحيم
يقول المولى جل وعلا: وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون. صدق الله العظيم.
أفل نجم آخر في الثامن من هذا الشهر، شهر شعبان من العام 1441 هجري الموافق لـ 1 إبريل 2020، نجم ظل ساطعا ينير درب تحرير الوطن المغتصب، شمعة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة ما فتئت لامعة تذوب دون أن تبالي بنفسها حتى انطفأت وهي تقارع ظلم النظام التوسعي المغربي وأسياده وأذنابه وكل أعداء شعبنا وقضيتنا العادلة.
ذلكم من هو في غنى عن التعريف، صقر الصحراويين الأحرار قائدهم الهمام، المتبصر، الكتوم، المتواضع، العفيف المتعفف، المثالي، الصدوق، الذي مناقبه لا تحصى وشمائله لا تعد: إنه امحمد ولد خداد ولد لحبيب ولد موسى.
عرفناه بُعداً ثائرا نائيا بنفسه عن الصراعات الداخلية بقدر إيمانه بتراص الصفوف وتقوية الوحدة الوطنية كوسيلة وحيدة لطرد الغزاة وتحرير الوطن الذي يئن تحت وطأة الاحتلال الغاشم.
عرفناه بتواتر الشهود متعففا عن الأمور الدنيوية والمكاسب الشخصية والإغراءات المادية، تلك الخصائل الحميدة وتلك الصفات الجليلة، ميزت الرجل طيلة حياته النضالية الكريمة حتى وافاه الأجل المحتوم وهو يناضل بلا هوادة، مؤكدا بذلك رسوخ إيمانه بالوفاء بالعهد وقناعته بقول الحق سبحانه وتعالى “وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا”مجسدا ذلك بالفعل والسلوك قبل القول والكلام حيث لم ير إلا النصر حليفا للصامدين والمجد والخلود للأوفياء المخلصين فكان بذلك حقا ممن وصفهم الله في كتابه العزيز بقوله: ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمن من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” صدق الله العظيم.
عزاؤنا في فقدانك أيها الصقر هو تشبثنا بالخط والمبادئ والمثل والقيم التي قضيت من أجلها: خط الشهداء الذين رحلت على دربهم، وتصعيد الكفاح، وتمتين لحمة الوحدة الوطنية، والالتفاف حول طليعتنا الصدامية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
وإذ نعزي أنفسنا والشعب الصحراوي قاطبة وعائلتك الكريمة، نتضرع للمولى عزل وجل أن يحيطك بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
لمحاميد سيدي عبد الحي.