نيويورك (ECSAHARAUI). – بعث ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، الدكتور سيدي محمد عمار، برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول الانتهاكات الخطيرة و الممنهجة التي تقوم بها سلطات الإحتلال المغربي ضد المدنيين الصحراويين العزل.
نص الرســــــــــــالة:
السيد الأمين العام،
بناء على تعليمات من سلطات بلدي، أكتب إليكم مرة أخرى للإعراب عن إدانتنا الشديدة للانتهاكات المستمرة والشنيعة والمنهجية لحقوق الإنسان التي ترتكبها دولة الاحتلال المغربية، في ظل إفلات تام من العقاب، في المناطق الصحراوية الخاضعة للاحتلال العسكري المغربي غير الشرعي.
ففي يوم 27 فبراير 2022، خرج الصحراويون من جميع الأعمار إلى الشوارع في المناطق الصحراوية المحتلة للاحتفال سلمياً بالذكرى السادسة والأربعين لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية حيث رفعوا أعلام الجمهورية الصحراوية ورددوا الشعارات المؤيدة لحق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال.
كما عبروا عن رفضهم التام لاستمرار الاحتلال العسكري غير الشرعي من قبل الدولة المغربية لأجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية وكذلك إدانتهم الشديدة للانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها دولة الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين وخاصة نشطاء حقوق الإنسان.
وكعادتها ردت قوات الأمن التابعة لدولة الاحتلال على المظاهرات السلمية بالعنف الوحشي والعشوائي، وبسبب ذلك تعرض عشرات المدنيين الصحراويين للمعاملة الوحشية والضرب المبرح على أيدي رجال الأمن المغاربة والبلطجية الذين ترعاهم الدولة.
وفي مدينة بوجدور المحتلة وحدها اعتدت قوات الأمن المغربية بعنف على مجموعة أغلبها من النساء الصحراويات وناشطات حقوق الإنسان اللواتي كن يعتزمن التظاهر السلمي أمام منزل عائلة سيد إبراهيم خيا المحاصر للتعبير عن تضامنهن مع الناشطة الحقوقية سلطانة سيد إبراهيم خيا وعائلتها في الذكرى السادسة والأربعين للجمهورية الصحراوية.
وكما وثقت ذلك الشهادات المدعومة بأدلة فوتوغرافية، فقد تعرضت النساء الصحراويات للضرب المبرح وسوء المعاملة والسحل في الشارع والتحرش الجنسي من قبل مجموعة من رجال الأمن المغاربة بمن فيهم أولئك الذين يتمركزون بشكل دائم قرب منزل العائلة.
إن جبهة البوليساريو لتدين بشدة هذه الموجة الأخيرة من القمع التي تشنها دولة الاحتلال المغربية ضد المتظاهرين الصحراويين السلميين ونشطاء حقوق الإنسان، والتي هي استمرار للحرب الموازية والانتقامية الجارية ضد المدنيين الصحراويين في الصحراء الغربية المحتلة منذ أن انتهكت ونسفت دولة الاحتلال، في ظل إفلات تام من العقاب، وقف إطلاق النار لعام 1991 في 13 نوفمبر 2020.
كما تدين جبهة البوليساريو بقوة الأعمال الإجرامية المستمرة التي ترتكبها دولة الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين في المناطق الصحراوية المحتلة بما في ذلك الجريمة البشعة الأخيرة التي استهدفت المواطن الصحراوي لحبيب اغريشي في مدينة الداخلة المحتلة.
إننا ندعوكم من جديد، السيد الأمين العام، وعلى وجه السرعة إلى تفعيل المسؤولية القانونية والأخلاقية للأمم المتحدة تجاه الشعب الصحراوي وخاصةً المدنيين الصحراويين في المناطق الصحراوية المحتلة.
ويستلزم ذلك اتخاذ تدابير عملية لضمان سلامتهم وأمنهم وإنشاء آلية مستقلة ودائمة للأمم المتحدة لحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة والتقرير المنتظم عنها حيث لبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) تواجد ميداني في الإقليم.
وكما سبق أن حذرنا، فإن تمادي دولة الاحتلال المغربية في ارتكاب جرائمها البشعة وانتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان ضد المدنيين الصحراويين، بدون محاسبة أو عقاب، يقوض بشكل خطير آفاق عملية السلام المتوقفة أصلاً ويغلق الباب أمام الحل السلمي المنشود.
وتفضلوا، السيد الأمين العام، بقبول أسمى عبارات التقدير والاحترام.
الدكتور سيدي محمد عمار
ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة
المنسق مع المينورسو.