برلين (ألمانيا) 30 أبريل 2020 (Ecsaharaui)
حذرت جبهة البوليساريو، الشركة الألمانية كونتيننتال، من مغبة التورط في إنتهاك القانون الدولي في الصحراء الغربية، بعد توصلها بمعلومات تفيد أن الشركة تنوي تجديد عقد مع يسمى المكتب الشريف للفوسفات الذي يتواجد فرع تابع له في المناطق المحتلة يعمل منذ سنوات على إستغلال الفوسفات بصورة غير شرعية تنتهك مواد القانون الدولي ذات الصلة بالأقاليم والمناطق غير المتمتعة بالإستقلال والخاضعة لإحتلال عسكري أجنبي.
الرسالة التي بعث بها عضو الأمانة الوطنية، ممثل جبهة البوليساريو في أوروبا والإتحاد الأوروبي، السيد أبي بشراي البشير، أوضح من خلالها “رفض البوليساريو دخول الشركة لحدود الصحراء الغربية دون إذن منها، وبضرورة التقيد بقواعد القانون الدولي التي تصنف الصحراء الغربية كإقليم لا يخضع بأي شكل من الأشكال لسيادة المملكة المغربية، القوة العسكرية التي تحتل الإقليم منذ عام 1975”.
نص الرسالة جاء فيه كذلك، “إن الشركة الأوروبية، مجبرة على إحترام المبادئ التي وضعتها محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي في حكمها الصادر في 21 ديسمبر 2016، وهي أن “المغرب والصحراء الغربية إقليمين متمايزين ومنفصلين، وأن المملكة المغربية لا تمتلك أية سيادة” فيما يظل موقعها في الإقليم قوة إحتلال عسكرية طبقاً لإتفاقية جنيف الرابعة، ونتيجة لذلك، لا يمكن أن يكون هناك نشاط في أراضي الصحراء الغربية دون موافقة ممثلها الشرعي والوحيد، جبهة البوليساريو، المعترف بها من قبل الأمم المتحدة.
من جهة أخرى، شدد المسؤول الصحراوي على أن المملكة المغربية لا تمتلك الحق القانوني في إصدار تراخيص تتعلق بإستغلال الفوسفات لأن مواد إتفاقية جنيف الرابعة، لا تسمح لقوة الإحتلال العسكرية إستغلال موارد الأراضي التي تحتلها، وبالتالي فإن ممارسة الشركة الألمانية أنشطة في الصحراء الغربية (الإقليم الذي يخص البوليساريو)، يعد مشاركة في نهب ثرواتنا، تنطوي مسؤوليته المدنية والجزائية على الشركة ومسيريها.
كما أوضح في هذا الصدد، أن جبهة البوليساريو ستتخذ كل الإجراءات القانونية الممكنة لضمان الحقوق الأساسية للشعب الصحراوي وحماية موارده الطبيعية، وبالتالي فإن كل الشركات الأجنبية التي تنوي ممارسة أنشطة ما داخل الصحراء الغربية، ملزمة بالتواصل مع جبهة البوليساريو بإعتبارها هي الجهة الوحيدة التي تمتلك التفويض القانوني للتمثيل وحق التفاوض وفقا للقانون الدولي.
بدوره أكد المرصد الدولي لمراقبة الثروات الطبيعية للصحراء الغربية، أن الوقت قد حان لتنسحب الشركة وتضع حد لأنشطتها الداعمة للإحتلال المغربي، كما وجهت مجموعة من المنظمات الألمانية هي الأخرى رسالة مفتوحة إلى الشركة للعدول عن إنتهاك القانون الدولي في الصحراء الغربية، وقررت كذلك تنظيم مظاهرة خلال التجمع السنوي لمستثمري مجموعة “كونتننتال” الشركة الأم لـ”كونتيتياش” قبل أن تعلن تأجيلها بسبب جائحة كورونا.
هذا ويبقى جدير بالذكر أن شركة “كونتننتال” قد شاركت سنة 1971 في بناء الحزام الناقل لفوسفات بوكراع، ولديها عقد صيانة مع المكتب الشريف للفوسفات تشرف عليه شركة تابعة لها تدعى “كونتيتياش” يجري حاليا التفاوض بشأن التمديد قبل إنتهاءه في 20 يونيو 2020.