يتوجه اليوم الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا للمشاركة في قمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الأفريقي التي ستعقد يومي الأحد والاثنين، التاسع و العاشر من هذا الشهر.
وقالت مصادر مقربة من رئاسة القمة أن هذه القمة سوف تعقد إجتماع مصغر حول ليبيا، وكذا اجتماع الآلية الرئاسية المعنية بقضية الصحراء الغربية، فضلا عن قمة منتدي رؤساء دول وحكومات الآلية الأفريقية لمراجعة النظراء.
وسوف يعقد الرئيس غالي على هامش القمة الأفريقية لقاءات ثنائية مع عدد من الرؤساء والقادة الأفارقة والشخصيات الدولية المشاركة في القمة.
هذا وقد صادق أمس المجلس التنفيذى للإتحاد الأفريقى( وزراء خارجية دول الإتحاد) على قرار يؤكد فيه إلتزام المنظمة القارية بمشاركة جميع الدول الاعضاء في الإتحاد فى قمم الشراكة بين الإتحاد الأفريقى و جميع المنظمات الدولية والإقليمية مثل الأمم المتحدة و الإتحاد الأوروبي و جامعة الدول العربية و جميع المنظمات الإقليمية الأخرى.
و بهذا القرار التاريخى الواضح يقتل الإتحاد الأفريقى مناورة المغرب الذى جند مجموعة من الدول بهدف جعل الشركاء الأجانب من منظمات و دول فرادى يتحكمون فى لائحة المشاركين الأفارقة و يمتلكون حق الفيتو فى مسألة المشاركين.
هذه المعركة تواصلت على مدار ثلاث (3) سنوات مباشرة بعد إنضمام للمغرب إلى الإتحاد الأفريقى.
و كان المجلس التنفيذى و لجنة الممثلين الدائمين قد ناقشا كل على مستواه هذا الموضوع الجوهرى إلا أن قرار الذى صادق المجلس التنفيذى عليه نهار اليوم طوى صفحة المناورات المغربية التى بنيت على شراء الذمم لتقسيم الصف الأفريقى و تقديم خدمات معروفة لجهات و أطراف خارجية عديدة لا تريد لأفريقيا و شعوبها و منظمتها القارية أن تكون صاحبة قراراتها و مالكة لسياستها.
و بالنسبة للشراكة بين الإتحاد الأفريقى و الدول فرادى فإن المجلس التنفيذى صادق على تمثيل القارة من لدن مكتب القمة الذى يمثل مناطق الإتحاد الخمسة بالاضافة إلى رؤساء المجموعات الاقتصادية الإقليمية و رئيس النيباد و رئس المفوضية على أساس أن يتم التحضير لهذا الصنف من الشراكات من طرف جميع الدول الاعضاء.
و عقب المصادقة على هذا القرار التاريخى صرح وزير الشؤون الخارجية الاخ محمد سالم ولد السالك: ” بإن وقوف الإتحاد الأفريقى سدا منيعا أمام محاولة المحتل المغربى التسلل من داخل الصفوف لضرب و حدة المنظمة و لخدمة أجندات اجنبية لا تنظر بعين الرضى لوجود منظمة قارية جامعة لشعوب أفريقيا و دولها و حاضنة لآمالها و طموحاتها يثبت من جديد أن استراتجية الإحتلال تتجه لنهايتها الحتمية التى لن تكون سوى الاندثار و الانهيار و النهاية” و ” أن خطة شراء الذمم لن تنفع المغرب مهما فعل لأن المجتمع الدولي لن يعترف له بالسيادة على الصحراء الغربية ”
و أردف قائلا ” على المغرب أن يعى بعد كل ما بذل من جهد و ما سخر من مال طوال السنوات الثلاث الماضية أن الجمهورية الصحراوية التى يجلس اليوم الى جانبها فى قاعة نالسون مانديلا بالمقر المركزى للإتحاد باديس أبابا و حضر إلى جانبها مرغما فى العديد من المؤتمرات الدولية هي جارته الأبدية من الجنوب.”
و اضاف وزير الشؤون الخارجية ” إن التهور المغربى المدعوم من فرنسا و الذى دفعه إلى رهن سيادة الشعب المغربى لعقود و بيع سيادته و طلب النجدة من خلال المقايضات المفضوحة تنذر بأن مواصلة الإحتلال اللاشرعى لأجزاء من الجمهورية الصحراوية لن يجنى المغرب من ورائها إلا مزيدا من الفقر والبطالة و الحرمان و الجهل و الفشل المحتوم ” .