مدريد، 22 يناير 2022 (ECSAHARAUI)
أشارت صحيفة “إل باييس” الإسبانية إن مدريد تستعد لأزمة دبلوماسية طويلة مع المغرب، حيث قال وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس إن علاقة إسبانيا والمغرب تحتاج المزيد من الوقت لتكون علاقة ثنائية قوية بالإضافة إلى أنه لا توجد رحلة إلى الرباط على جدول أعماله.
وقد أكد ألباريس يوم أمس الجمعة أنه ملتزم بضمان قوة العلاقات الثنائية مع المغرب لكن الإجراءات الأحادية تجعل العلاقات مستحيلة (دخول أكثر من 10 آلاف مهاجر إلى سبتة في ماي الماضي) ولذلك يجب أن يقوم الارتباط الثنائي على الثقة والمنفعة المتبادلة.
كما أشار أن هذا الهدف يتطلب وقتا طويلا وفي الوقت الحالي تفترض وزارة الخارجية الإسبانية أن نهاية العلاقة بين البلدين لم تقترب بعد لا سيما أن الزيارة الأولى لألباريس إلى الرباط كما اعترف ليست على جدول أعماله.
من جانب اخر، قال الوزير الاسباني أنه لحدود الان لا يعرف متى ستعود السفيرة المغربية التي تم إستدعاؤها إلى الرباط في ماي الماضي للتشاور.
الصحيفة أوضخت أن ألباريس قلل من شأن كلام رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش الذي دعا في مقابلة أذيعت مساء الأربعاء إلى مواقف طموحة وواضحة فيما يتعلق بنزاع الصحراء الغربية وبالذات للدول التي تريد الحفاظ على علاقات جيدة مع الرباط.
في المقابل شدد الوزير الإسباني على أن رئيس الحكومة المغربية لم يذكر إسبانيا صراحة بينما ذكر ذلك الملك محمد السادس في خطابه يوم 20 أغسطس وعلى الرغم من حقيقة أنه نادرا ما يتحدث ولا يشير عادة إلى دول أخرى، إلا أنه في هذه المناسبة كان “واضحا جدا” في التعبير عن رغبته في “فتح مرحلة غير مسبوقة” في العلاقات الثنائية.
وفي ذات الشأن قال المتحدث باسم الحكومة المغربية مصطفى بيتاس يوم الخميس إن الطموح لتحسين العلاقات موجود وإسبانيا أعربت عنه أيضا لكن لتعزيز هذا الطموح نحتاج إلى الكثير من الوضوح.
من جهة أخرى ذكرت الصحيفة أن إيماءات التقارب التي قام بها الملك فيليب السادس هذا الأسبوع حيث دعا يوم الإثنين إلى علاقة جديدة بين إسبانيا والمغرب خلال زيارته الأربعاء جناح المغرب في معرض السياحة الدولي المقام في مدريد.
وعلى الرغم من ذلك لم يحدث أي تأثير على السلطات المغربية التي تصر على مطالبة إسبانيا بالاعتراف بسيادة المزعومة على الصحراء الغربية بدلا من إستفتاء تقرير المصير.
وفي الحقيقة بعد التأكيد على أن الدول التي ترغب في التعاون مع الرباط يجب أن تتصرف بإخلاص وطموح، بدا رئيس الحكومة المغربية وكأنه يلمح إلى ألمانيا التي وصفت الحكم الذاتي بأنه أساس جيد للتفاوض خاصة عندما قال إن بعض البلدان فهمت هذا وأولئك الذين ما زالوا لا يفهمون ذلك سيكون لديهم الوقت لفهمه.
من جانبه لم يبدِ وزير الخارجية الإسباني يوم الجمعة موافقته على قرار إشادة ألمانيا بخطة الحكم الذاتي المغربية زاعما أن إسبانيا لا يمكنها التحدث نيابة عن الأطراف.
كما فعل في واشنطن بعد لقائه بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين كرر ألباريس أن هدفه هو إيجاد حل لصراع استمر لعقود وأنه صراع ليس مجمدا وإنما منسيا.
وأصر على أن إيجاد حل واجب أخلاقي لأن إطالة الصراع يولد معاناة آلاف الأشخاص في إشارة إلى اللاجئين الصحراويين بجنوب الجزائر.
وأضاف نريد حلا سياسيا مقبولا للطرفين وفي اطار الامم المتحدة بما أن هناك قرارات تقدم أدلة على جهود جادة وذات مصداقية لكن الأطراف هي التي يجب أن تتحدث، دون أن يذكر التفاصيل صراحة.
في المقابل تناول الباريس الغداء يوم أمس الجمعة مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الصحراء الغربية ستافان دي ميستورا الذي قام للتو بجولته الأولى في المنطقة حيث التقى بمسؤولين مغاربة وصحراويين وموريتانيين وجزائريين.